2009-12-30 • فتوى رقم 41805
السلام عليكم
شيخي لدي مشكلة يندرج منها أكثر من نقطة أرجو من حضرتك توجيهي ونصحي ..
مشكلتي من صغر سني وأنا أعاني من وسواس قهري منذ الصغر ولم أكن أعلم فكنت أخاف من رؤية أفلام الرعب وأخاف من الوحدة والظلمة، وفي الصغر تمسكت بعادة لمدة 4 سنوات لم أستطع التخلص منها، وهي التنفس كل ثانيتن بمعنى آخر أخذ نفس عميق كل عدة ثواني، ولا أستطيع ترك ذلك من الصغر، فكلما حاولت أشعر بأني سأموت ولله الحمد تشافيت منه دون علم والداي، في عمر الـ16 سنة كرهت الدراسة والمدرسة أتمنى لو أرحل من المدرسة ولا أرى أحد لدرجة أني أردت أن أوقف الحصة وأخرج وتركت المدرسة نهائياً، ولا أحب ذكر اسمها بالرغم من كوني متفوقة في دراستي، تطور الموضوع ويوما من الأيام وأنا أقرأ القرآن وصلت لآية معناها أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء توقفت هنا، وبدأت أسأل نفسي كيف يضلني الله وأنا أصلي وأصوم وأبتعد عن المعاصي ليلتها قلت بقلبي كلمة ((الكفر )) أستغفر الله، ولكني لم أترك صلاتي أبداً عانيت كثيراً لم أعرف أن هذا المرض يدعى وسواس، ولم أعلم أهلي بما أعاني لمدة 3 سنوات، بعدها بفترة تطور الموضوع وأصبحت لا أطيق الصلاة وأتكاسل عنها، ومع ذلك لم أتركها، ولم أترك القرآن لكن لم أكن مثل أول بالجهد وحب الصلاة والعمل بها أصبحت كأنها عادة وليست عبادة، وحاليا أشعر بأني غير مؤمنة بالله بكل مكان أوسوس في الدين، دائماً أقول أمورا محرمة عن الله تعالى وأشعر أنها صادرة مني أنا، وليس وسواس لا أطيق الأمر أبداً وأضعف هنا وأقولها مع علمي بأنها محرمة، طرحت مشكلتي بالنت لدكاترة نفسيين، وحللوا مشكلتي بالوسواس القهري لكن أشعر بأن التفكير نابع مني أنا لا أشعر بأني مسلمة أشعر، وكأني أقوم بأعمال فقط من دون الشعور بالدين، أصبحت تأتيني أحلام مزعجة وآخر الأيام تأتيني أحلام عن الجن، وأني أرى أمورا محرمة على التلفاز، وأرى حيوان البريعصي (( الزاحف )) أعزك الله على فراشي...
أمور كثيرة أفكر بها أخاف من الرياء، ومن النفاق لا أحب أن يراني أحد وأنا أصلي أبداً أو أتصدق، وكلما يريد الله أن يغير لي حياتي أفكر بأمور غريبة، ولا يكتب لي التغيير كالزواج مثلا أشعر وكأن هذا الرجل فعلا مناسبا لي، وسيتم الزواج لكن للأسف يفشل ، دائماً أشعر بالكبر والغرور على الله بقلبي لكن لا أظهره أبدا، لا أعلم كيف وأعرف أنه محرم، أواجه الأمر ولا أستطيع، فلو رزقني الله نعمة أحمده تعالى لكن بقلبي يتكبر ويفكر بترك الدين وأفكر دائماً ماذا لو تزوجت؟ يأتي الجواب هو ترك الدين أستغفر الله فأتمنى أن لا أتزوج أو تتغير حياتي حتى لا يحصل هذا الأمر ...
المزعج بهذا كله أصبحت أخاف من أن أسمع القرآن أو أرى برنامجا دينيا أو حتى موضوعا لا أعلم لماذا . حتى عند دعاء الله وأنا أدعو الله قلبي يقول عكس الدعاء، فعند الدعاء اللهم أنت الله الواجد الأحد قلبي ينكر أستغفر الله وأنا واثقة أنه واحد أحد لكن هناك شيئا ما بداخلي مختلف، وعندما أطلب الله الهداية والاستقامة يأتيني تفكير وهو (( أكثر من هذه الهداية )) !!
دائماً أسمع الإيمان بالقلب وأنا إيماني مجرد أعمال !
كبر الموضوع ووصل للتصرفات أي مشكلة بسيطة تمر علي أفكر بالكفر والعياذ بالله أعصب كثيراً، ولا أستطيع التفكير تغيرت كلياً فلا أستطيع التحكم بأعصابي وبعض الأحيان أخاف من أن يموت والدي أو تأتينا مصيبة ولا أستطيع التحكم بنفسي وأنطق كلمة الكفر بقلبي...
أتمنى أن تساعدني فلا أستطيع الذهاب لدكاترة مختصين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
فهذا من وساوس الشيطان، فحاول أن تصرف ما يأتيك، ولا تخف من هذه الوساوس أبدا، لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثقي بالله واثبتي ولا تخافي من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.