2010-01-01 • فتوى رقم 41846
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل يأثم المسلم إذا نوى فعل معصية ثم لم يفعلها إما لأنه لم يستطع أو لم تتوفر له أو باختياره؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
اتّفق الفقهاء على أنّ من همّ بسيّئة ولم يفعلها فلا عقاب عليه إن شاء الله تعالى، بل تكتب له حسنة إذا كان قد تركها قادراً عليها، وذلك لحديث ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ قال: ((إنّ اللّه كتب الحسنات والسّيّئات ثمّ بيّن ذلك ، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها اللّه له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همّ بها فعملها كتبها اللّه له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيّئة فلم يعملها كتبها اللّه له عنده حسنةً كاملة )) رواه البخاري.
أمّا العزم: وهو أقوى من الهمّ، فقد اختلف العلماء في العزم على المعصية فذهب بعضهم إلى عدم المؤاخذة بذلك أصلا، وذهب كثير من العلماء إلى المؤاخذة بالعزم المصمّم، وعليه فمن عزم على فعل معصية ولم يتمكن من فعلها لأسباب منعته عنها، فإنه يؤاخذ عن كثير من العلماء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.