2010-01-04 • فتوى رقم 41901
السلام عليكم
أنا شاب عندي 24 عاما أصلي وأتهجد وأعتكف وأقرأ القرآن وأحب كل من أعرفهم، وكل من يعرفني يحبني، والكثير يحترمني بل يتمنى أني لو كنت ولده، ولكني وقعت فى خطأ آثم، قمت بإنشاء علاقة مع خطيبتي بإرادتنا لأننا متفقين على الزواج، وندمت أنا وهي واستغفرنا الله في نفس الوقت الذي فعلنا به الشيء وهو الجماع من فوق ملابسها، ندمنا وصلينا وقرأنا القرآن ونحن نحافظ على صلاتنا، ولكن بعد ذلك مررت بضغوط نفسية أوقعتني في الزنا مع إنسانة أخرى تمارس الزنا لوقت قليل، ولم أعلم ماذا كنت أفعل حتى لم أمارس معها الجنس كأي اثنين بشهوة، وندمت وقمت بكتب كتابي على خطيبتي وأستغفر الله على ما فعلت في كل من المرتين، وأصلي وأدعو الله في كل حين، وأخاف الله في ما فعلت، وأقسم أنني لن أعود أبدا لذلك، ولكني أختلي أحيانا بخطيبتي بعد كتب الكتاب وأحيانا أجامعها دون فقد عزريتها لأنني لن أتركها، لكن أخاف أن يتوفاني الله وأوقعها في سوء، أريد أن أعرف ماذا أفعل أنا وخطيبتي لأكفر عن ما فعلت.
وماذا أفعل بعدما زنيت مرة أخرى، أقسم بالله أن نادم وأصلي وأستغفر وعيني بكت الكثير ندما على ما فعلت، أريد أي كفارة أفعلها حتى تمحى عني الذنوب.
أرجوك أن تساعدني فأنا تعس في حياتي وعملي وحتى خطيبتي بسبب مافعلت.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فسارعا إلى التوبة والاستغفار مع الابتعاد عن كل فتاة لا تحل لك، فالزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
ويحل للرجل من المرأة بعد عقد القران ما يحل للزوج من زوجته تماماً، لكن عليه قبل الزفاف أن يراعي العادات والتقاليد المتبعة في بلده، ولا يخرج عنها قدر الإمكان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.