2010-01-05 • فتوى رقم 41936
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب فلسطيني أمي مطلقة منذ 17 عاما، وقمت أنا بنفسي بالعمل وجمعت فلوسا تقدر ب13 ألف دولار أمريكي
فسحب أبي الفلوس مني وأنا أعيش عنده فطلبت من أبي الفلوس فقال: ليس لك عندي حاجة، فاجتهدت بالعمل من جديد
بنيت بيتا متواضعا وأتيت بأمي لعندي، وزوجة أبي لم تتركنا بحالنا الثانية، وتقوم برمي القمامة على بيتي واتهمتني أنا وأختي الوحيدة من أمي المطلقة بالسرقة وسوء العمل، وتزوجت أختي وأنا خطبت وأبي رافض الزواج، وطلب مني إيجار البيت وكهرباء وماء ويقوم بغلق المياه على بيتي فزوجة أبي تتجرأ وتقول لإخوتي من أبي أني لست أخيهم وكانت تمنع عني الخبز وتتعامل مع السحر وأنا أمسكته بيدي وأعطيته لأبي فسكت الموضوع. وزوجة أبي يصدقها أبي في كل ما تقول، ويعاملنا وكأننا لسنا أولادة من الأم المطلقة، فما الحكم الشرعي بهذا؟
وشكرا لكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
فعليك أن تستمر في بر أبيك والإحسان إليه ومحاولة معالجة المشاكل معه باللين واللطف والحكمة، مع دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال، ولك أن تجعل علاقتك بزوجة أبيك رسمية في حدودها الدنيا تجنبا للمشاكل مع الصبر على إساءاتها جهد الاستطاعة، ولك في ذلك أعظم الأجر، قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، ولك أن تتزوج ممن تريد إذا كانت ذات خلق ودين، وأن تستقل ببيت يؤويك ، وأوصيك ببر إمك والإحسان إليها، وأسال الله لك التوفيق والسعادة في دنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.