2010-01-06 • فتوى رقم 41937
السلام عليكم
أنا أسكن في السويد مع عائلتي، أود الاستفتاء عن حكم الدين في علاقتي مع عمي الذي يسكن هنا معي في نفس المنطقة هو وعائلته، حيث أنني وعمي أتينا تهريبا لهذا البلد سويا، ولقد أنعم الله علي بأن أساعده ماديا ومعنويا لكي يتمكن من القدوم لهذا البلد لعدم استطاعته لذلك، رغم أنه يكبرني بخمس سنوات إلا إنه من النوع الذي لا يحرك ساكنا في الشدائد وكثير التفاخر والكذب في الرخاء، لقد تحملت كل المسؤولية والقيادة حتى أوصلته لهذا البلد وساعدته في إجراء معاملاته هنا حتى وقف على رجليه، وكذلك ساعدته في معاملة لم شمله مع عائلته حيث أنني من كان يكتب الطلبات ويجري الاتصالات للتكلم مع المسؤولين، وبعد أن انتفت حاجته لي وأصبح هو وعائلته في مكان ما كان ليحلم به لولا فضل الله أصبح يرمي علي أنا وعائلتي بالسوء، وكأنما أنا عدو له، وقاموا بمقاطعتي هو وزوجته وحتى أطفاله دون سبب، وأصبح يتكلم علي بالسوء أمام الناس ولكني رغم ذلك لم أقطع عنه السلام، وعفوت عنهم لأعتذار زوجته مني، ثم قامت زوجته بعد فترة بالتهجم على زوجتي أمام الناس دون أي سبب كذلك، وعنده قطعت علاقتي به نهائيا لكثرة الجروح التي سببها لي ولزوجتي، علما أنه هو وزوجته وأطفاله غير منحرفين عن الدين السلامي فلا يؤدون الصلاة ولا الصيام وكثير من الأمور السيئة يقومون بها، وهذا عكس المنهج الذي أسلكه أنا وعائلتي والحمد لله، فهو من النوع الذي يتفاخر بأنه يفعل الفواحش وأن أولاده يفعلونها كذلك،
قبل سنه استفتيت شيخ وقال لي بأن لا أقطع عنه السلام، ولكن بعد تعرضهم الأخير لزوجتي لم أعد أحتمل ذلك فقررت أن لا تكون لي صلة به، والله إني أستحي أن أقول إنه عمي أمام الناس لسوء سمعته هو وعائلته في المنطقة، إني أخاف من الله ولا أريد أن أكون قاطع لرحمي وفي نفس الوقت إني أخاف على عائلتي منهم هناك الكثير من الكلام... ولكن أتمنى أني تمكنت من إيصال الصورة واضحة لك.
فما هو الحكم؟
جزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا بد من أن ينصح هذه العم بالحكمة ويذكر بالله تعالى ويخوف من عقابه، وإن عجزت عن ذلك أنت فوكل من يتقن ذلك ويحسنه، ولك أن تجلع علاقتك به رسمية تجنبا لأذاه وليس لك أن تستمر بمقاطعته فالقطيعة التامة محرمة، أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
وأوصيك بالدعاء له بالهداية، وأسأل الله له الهداية ولك أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.