2010-01-08 • فتوى رقم 42000
السلام عليكم
أنا أسكن في السويد مع عائلتي، وفي رمضان الفائت قام بعض العائلات بالتجمع على الإفطار كل يوم في أحد البيوت بحجة أن يستأنسون ببعضهم، وأن يصلوا التراويح سوية بعد ذلك، علما بأنهم رجالا ونساء يجلسون مع بعض على نفس السفرة ويتبادلون الحديث مع بعض أيضا، ولقد قاموا بدعوتي للحضور معهم ولكني لم أنضم إليهم وذلك لأني وعائلتي لا نحب الاختلاط بين الرجال والنساء، أما هم فليس لديهم مانع في ذلك، فقمت بصلاة التراويح في بيتي طول شهر رمضان، فهل كنت على صواب في ذلك أم كان يجب علي أن أنضم لهم من أجل أداء صلاة التراويح؟ وما هم حكم الاختلاط هل هو جائز أم لا؟
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أحسنت باجتبابك الاختلاط، والمحرم هو أن توجد المرأة مع الرجل غير المَحرم لها في غرفة واحدة، وليس معهما ثالث؛ لأنها خلوة نهى النبي صلى الله تعالى عنها بحديث شريف: (لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) رواه الإمام أحمد في المسند.
أما مع وجود الغير في الغرفة من ابنة أو غيرها فإن هذا يمنع الخلوة المحرمة ما دامت المرأة محجبة بالحجاب الشرعي الكامل، وبدون زينة، وبدون أحاديث مبتذلة، ومع ضمان عدم الشهوة، هذا إذا وجدت الأخلاق الكريمة.
أما مع سوء الأخلاق فيحرم الاختلاط مطلقاً، سواء مع ثالث أو رابع أو غير ذلك، دفعاً للفتنة.
وفي كل الأحوال الأحوط تجنب مثل هذا الأمر من أصله، لما قد يترتب عليه غالباً من الفتن، وما ينطوي عليه من المخاطر، وقد ينشأ عن ذلك ما لا تحمد عقباه.
وبإمكانك أن تصلي التراويح وحدك، أو في أي جماعة أخرى، وأسأل الله لك القبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.