2010-01-10 • فتوى رقم 42046
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام
إن لي أبا لو وصفته لفضيلتكم يا شيخ لضاقت بي المفردات، من أين أبدأ لا أعرف، إن شتم ربنا عز وجل بالنسبة له من أبسط الأمور، كنت أنوي الانتقاب فرفض ورفضت مدرستي فلم أنتقب حاليا، واكتفيت بمحاولة تغطية أكبر قدر من وجهي، فراح يعترض على هذا أيضا، كلما رآني أشاهد برنامجا لأحد الشيوخ قال ماذا تفعلين وكأنه والعياذ بالله قبض علي وأنا أشاهد حراما. يشتمني ويضرب ويقول لي أكرهك وما عدت أطيقك، ولا ينفق علي إلا اليسير بيد أن أولاده من زوجة ثانية يعيشون في مستوى يفوق مشعيتي وإخوتي بكثير فهو يبسط لهم يده بالمال وشراء الحاجيات وبكل وقاحة لا ينفق علينا ونحن نسكن في الطابق السفلي مع جدي. حتى هذا اليسير الذي ينفقه علينا يمنن به، هو زان ومدمن للخمر وقد انتشرت له صور فاحشة مع امرأة أجنبية في القديم، والآن يزور الحقائق بكل وقاحة ويقول أن أمي كانت فاجرة لا يأبه بمشاعري وفيما مضى دفعتني لامبالته إلى التعرف على الشبان ذلك أن أمي غائبة من حياتي أيضا، وبعد أن تاب الله علي لم يرضه الأمر، فوصفني بالتطرف وقال لي أصلا لباسك هذا لا يمت لك بصلة ولا تحملين واحد بالمئة من أخلاقه، ماذا أقول بعد؟ يهينني دائما، إن دخل الغرفة ارتعبت وتوجست، وهي غرفة واحد أعيش فيها مع أخواتي لا نملك فيها أدنى حقوق الخصوصية يدخل علينا متى شاء دون طرق الباب ويرسل أبناءه إلينا ويقول لنا تزوجن، وكأنه حتى هذه الغرفة يرانا لا نستحقها، أخي ضربني ضربا مبرحا لأنه استهزأ برجل أسود البشرة فقلت له لماذا تهزأ به عسى أن يكون خير من مئة رجل أبيض البشرة، فانهال علي بالاتهامات وقال لي أن هو أيضا يستحي مني لطريقة لباسي (وهو اللبس الشرعي) وقال لي أنت بلا شرف وقال لو ذهبت للتعري في الشارع فلن ينظر إليك أحد فماذا هذا اللباس، ونتيجة لضربه كسر لي مشط قدمي وأصاب ضلعي، وأبي عندما ذهبنا للطبيب راح يصب غضبه علي ويقول لي وقاحتك السبب في هذا، فعدنا ولم أتعالج وما زلت أعاني حتى الآن من ألم الكسر دون جبص أو تصوير، ما عدت أحتمل ولم أستطع كتم غضبي، أجبت أبي وقلت له كفى ووصفته وأخي بعديمي المروءة لأن هذا الأخير ضربني متناسيا أني ضعيفة لا أملك الدفاع عن نفسي وأن قوته هي فضل من الله. وقد قال لي كما ذكرت أنت بلا شرف وكأن ذاك الديوث لا يعرف أن شرفي عرضه. ضقت ذرعا بالحياة معه. سؤالي يا شيخ كيف أبر إنسانا كأبي؟
وأرجو من حضرتك أن لا تذكرني بأهمية البر بالوالدين فمعرفتي لعظيم هذا الواجب هو ما دفعني لطلب الفتوى. وقد قال تعالى أنه لا بد من طاعة الوالدين وإن كانا مشركين لتربتهما وتضحيتهما. لكن أبي لم يربني ولم يضحي من أجلي كل ما فعله أنه أبعدني عن سبيل الله تعالى. وضربني وشوه في وجهي ونفسيتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أن تتضرعي إلى الله تعالى بالدعاء في الثلث الأخير من الليل وتسأليه أن يهدي أباك وأخاك، وأن يردهما إليه ردا يرضيه، ولا مانع من أن تجعلي علاقتك بهم رسمية نوعا ما تجنبا لأذاهم، مع الإحسان إليهما جهد الاستطاعة فقد قال الله تعالى : ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، وأسأل الله تعالى أن يفرج عنك وعن أخواتك في أقرب وقت إنه القادر على ذلك وأن يهدي أباك وأخاك ويحسن أخلاقهما، نعم المسوؤل ربنا تبارك وتعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.