2010-01-17 • فتوى رقم 42129
كان لي صديق مقصر بعض الشي في دروسه فحلفت عليه أنه لو لم ينجح في اختبار الغد بدرجة جيدة لن أتصل به تهديدا له لكي يذاكر، وثاني يوم عرفت أنه أخذ 6 من 10 فقلت له لن أكلمك إلا لما تحصل على درجة جيدة بالاختبار، واختباراته القادمة في الأسبوع القادم فلم أتكلم معه كم يوم، ولكن نهاية الأسبوع تكلمت معه على الماسنجر أكثر من مرة، وعلى الجوال مرة واحدة فهل علي ذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن حلفت ألا تكلميه لمدة معينة مثلا ثم كلمتيه فيها فعليك كفارة يمين، وكفارة الحنث باليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيام ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة بعد الحنث باليمين (لا قبله) هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير، والطعام عند إطلاقه يراد به الطعام الأساسي وهو القمح أو الشعير أو الأرز أو...، والمقدار هو نصف صاع من القمح أو صاع من غيره من الأجناس الأخرى لكل فقير، ومقدار الصاع 3.5 كغ، ومن أراد إخراج القيمة، أخرج ثمن 3.5 كغ، أخرج ثمنها بحسب ثمنه في البلد الذي هو فيه، مع العلم أن إخراج القيمة جائز عند كثير من الفقهاء.
مع العلم أن الصحبة بين الجنسين ممنوعة شرعا، فالإسلام حرم العلاقة بين الجنسين الأجنبيين عن بعضهما قبل الزواج، إلا علاقات العمل بشرط الحجاب الكامل وعدم الخلوة، وذلك لما يؤدي إليه غالباً من الزنا الذي يفكك المجتمعات بتفكك الأسر، ويخلط الأنساب، ويكثر اللقطاء، وتخرب الأخلاق بسببه ويتفلت المجتمع، إضافة إلى أن فيه امتهاناً للمرأة وجعلها كسلعة رخيصة، ومصدر متعة وقتية، فتفقد كرامتها من حيث هي إنسان، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك.
إضافة إلى أن هذه الاتصالات المشبوهة تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فلذلك نهانا الشارع الحكيم عن مقدمات الزنا، التي منها الاختلاط بين الرجل والمرأة، فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.