2010-01-21 • فتوى رقم 42190
زوج أختي ناصبني العداوة بغير حق، سبني وشتمني ثم عفوت عنه، ومع ذلك عاد بعد مدة قصيرة، وقال لي من اليوم لا تكلمني ولا تسلم علي، وأنا أسلم عليه، ولا يرد السلام، ولله الحمد ليس بيني وبينه إلا كل خير، ونفسي تحدثني قطع صلة أختي، وهل يجوز الدعاء عليه مع العلم أنه يظلمني بغير حق، فماذا توجهوني إخواني حفظكم الله؟
وهل هناك دعاء معين يقوله الإنسان لرد الظلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
كأنما تسفهم المل: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطعيته، وإدخالهم الأذى عليه.
فما عليك إلا أن تحسن أخلاقك تجاهه ولا يكلف الله تعالى نفسا إلا وسعها، وإن سلمت عليه ولم يرد فالإثم عليه وحده، ولا يضرك عدم رده، ويجوز للمظلوم أن يدعو على الظالم، لكن من الأفضل له أن يدعو له بالهداية من الله تعالى، فيكسب بذلك أجر المحسنين، وأجر العافين عن الناس وأجر المتصدقين، وهذه أجور عظيمة تدخله أعلى فرادس الجنان إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.