2010-01-21 • فتوى رقم 42225
السلام عليكم
هل يعذر الابن أو البنت في هجر الأم وعدم صلتها أو رؤيتها سنين طويلة قرابة 22سنة بحجة أن أباهم وأهله منعوهم وقسَّوا قلوبهم عليها بأقوال غير صحيحة، وهم إلى الآن متمادون في الهجران واللامبالاة مع إمكانية تواصلهم معها لو أرادوا فلديهم من الوسائل الكثير؟
وهل تأثم الأم إن رفضتهم بعد تكرار صدهم لها وهي تسعى لقربهم، فقط تريد رؤيتهم والتعارف بينهم وبين إخوتهم من الأم، وليست متحاجة إليهم في شيء وتشعر بالألم والحزن والغضب الشديد عليهم؟
وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذا فعلى الأولاد أن يحسنوا لوالديهم قدر إمكانهم ويحاول برهم بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بهم ضرراً، وإلا كانوا مسيئين مثلهم أو أكثر منهم، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
وتأثم الأم إن رفضت أبناءها، مع أن ذلك لا يعذر الأولاد في ترك برها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.