2010-01-22 • فتوى رقم 42235
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي يعمل مبرمجا، وقد عرض عليه من خلال شركة برمجة بها شركاء أجانب أن يحدث و يطور موقعا إلكترونيا لشركة أجنبية، ويستخدم هذا الموقع في بيع حقوق استخدام الأغاني للشركات، أو صانعي الأفلام و المسلسلات، أو المواقع الالكترونية الأخرى وغيرها، كان الوقت ضيقا و يريد المسؤول عن هذا المشروع البدءَ سريعا لأن لديه وقت تسليم محدد، فوافق زوجي ولم يقم بسؤال أهل العلم عن صحة العمل في مثل هذا المشروع لضيق الوقت، ثم بعدها سأل أحد الدعاة، فرد عليه أنه لا يرى أن العمل في هذا المشروع شيء صحيح، وأن الابتعاد عن الشبهات أفضل، وسأله زوجي عن المال الذي سيكسبه من هذا العمل، فرد عليه بأنه لا يعلم، كان المشروع يتكون من عدة مراحل فقرر زوجي أن يعتذر عن المشروع و يتركه بعد المرحلة التي يعمل بها، وبالفعل أخبر المسئولَ عن المشروع بذلك، ولكن أخذ المسؤول عن المشروع يطلب من زوجي ويرجوه أن يكمل معه مرحلة أخرى لأنه لا يستطيع أن يجد مبرمجا آخر يستطيع أن يعمل في هذا المشروع، وأن لدى شركته عقدا مع الشركة صاحبة الموقع وعليه أن يلتزم به وأن الوقت ضيق جدا جدا، فيفكر زوجي بأن يكمل معه حتى يساعد المسؤول عن المشروع و يفرج كربه و يكون في عون أخيه المسلم، خاصة أن ما علمناه حتى الآن أن العمل في هذا المشروع من المشتبهات، فالسؤال الآن شيخي: هل العمل في هذا المشروع حرام أم ماذا؟ وماذا عن المال الذي سيكسبه زوجي من هذا المشروع؟ وهل يجوز أن يكمل في هذا المشروع إذا اتضح أنه حرام أو على الأقل من المشتبهات ليفرج كرب شخص آخر على اعتبار أن ثواب ذلك سيكون أكبر من الذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان ذلك الموقع الالكتروني سيستعمل في المحرمات من حماية الأغاني الماجنة أو أي شيء يتصل بالمحرمات... فلا يجوز العمل فيه، والكسب منه حرام، وليس من البر مساعدة من يعمل في المحرمات بل المساعد على الإثم شريك فيه، وعلى زوجك الابتعاد عن ذلك العمل ونصح القائمين عليه بتركه، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.