2010-01-24 • فتوى رقم 42296
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
القصة تتلخص في أن هناك امرأة تعمل بالكويت، وهي من سريلانكا، وكانت تعتنق الديانة البوذية، ولكن الله هداها للإسلام على يدي وشرح الله قلبها وأسلمت الآن منذ سنة وخمسة شهور، وهي تدرس بلجنة التعريف بالإسلام، ولكن هذه المرأة لها زوج كافر، وهو موجود في سيلان، ولم تخبره بأنها أصبحت مسلمة وذلك بسبب مشاكل بينهم، وهي لا تحبه ولا تريده وتريد الانفصال، ولكنها لا تستطيع القيام بإجراءات الطلاق في الوقت الحالي، وذلك بسبب انتظارها لتخرج أبنائها من الدراسة وزواج ابنتها، حيث إن لها ولدا عمره 17 عاما، وبنتا عمرها 19 عاماً، وولدها وبنتها يقيمون مع والدهم في سريلانكا، ولسبب المشاكل التي بينها وبين زوجها هي مقيمة بالكويت، وتعمل وترسل لهم أموالا للدراسة ولبناء البيت، ولم تخبره بإسلامها بسبب خوفها من أن ذلك الرجل قد يشوه صورتها أمام الجيران وبسبب أبنائها، فعندما ينتهي ابنها وابنتها بعد عامين أو ثلاثة سوف تقوم بإجراءات الطلاق الرسمي حيث إنه لا يجوز لمسلمة المكوث تحت كافر وهي تعلم ذلك.
والسؤال هو: هل يجوز لهذه المرأة الآن الزواج من رجل مسلم؟ حيث إنها لها سنة وخمسة شهور مسلمة، علما بأنها لم تخبر زوجها السابق بإسلامها وهي تعلم تمام العلم أنه لو عرف بذلك لن يدخل الإسلام أصلا، فهو لا يرجوها وهي لا ترجوه ولا تحبه، وهم على خلاف دائم ومشاكل (علما بأنه لم يتم التفريق رسميا بينهم، بواسطة قاضي وهو مقيم بسيلان وهي مقيمة بالكويت )
وأنا أرغب في الزواج منها، حتى أثبت عندها الدين، وأرعاها وخوفا من أنها قد تضعف حيث إني وعدتها بالزواج بعد إسلامها وأنا أخاف أن تضعف في حالة عدم زواجي منها، وأن تفقد الأمل، حيث إن الرجل القديم أصبح محرما عليها فربما تعود وتجلس معه إن لم أتزوجها أو أنها تفقد الثقة بالإسلام في حالة عدم وجود حل، وقد ألححت عليها كثيراً أن تعطيه خبرا بإسلامها ولم توافق بسبب خوفها من التشنيع عليها أمام أبنائها، وأن يأخذ ابنها وابنتها عنها فكرة بأنها تركتهم ولجأت لرجل أخر، وهي مجتهدة ومجدة في الإسلام ومن الأوائل في الدراسة.
وسؤالي الثاني: هو أنها في حالة الرغبة في الزواج مني يتوجب عليها إحضار ورقة من أهلها بأنه لا مانع من الزواج، ولكن لا تستطيع أن تحضر هذه الورقة من بلدتها التي فيها أمها وإخوانها، حيث إن مختار المنطقة يعرف كل الناس هناك، ويعرف من هو متزوج أو مطلق أو مولود أو ميت، فسوف تقوم بإحضار ورقة من بلدة أخرى يساعدها الناس في عملها على أنه لا مانع من زواجها، حيث إن هذه الورقة مطلوبة لدى السفارة لإعطاء التصريح بالزواج لدى المحكمة الشرعية بالكويت، فهل يجوز التحايل بهذا الشكل، وذلك بسبب الروتين والقانون الوضعي الذي لا يسمح بعقد الزواج إلا بموافقة من قبل الأهل بناءاً على هذه الورقة، وخلاصة سؤالي هو: هل يجوز لي الزواج منها حاليا في حالة عدم إخبار زوجها السابق بأنها مسلمة وإعطائه فرصة ثلاث شهور أم لا، حيث لا عصمة لكافر على مسلمة، ويعتبر عقدها منه مفسوخا، وذلك بسبب مضي سنة وخمسة شهور على إسلامها حتى ولو بدون علمه بذلك؟
أرجو الرد سريعا جزاك الله خيرا فأنا في حيرة من أمري، وأخاف أن أتزوجها بدون معرفة زوجها بإسلامها فيكون عقدي عليها باطلا علما بأن ذلك الرجل بسيلان، وهي بالكويت، وهناك قول بأنه لا شرط لعرض الإسلام على زوجها السابق حيث لا إكراه في الدين، وحيث إن القاضي هنا ليس له عليه سلطان بما أنه ليس في بلاد المسلمين، أي أعني هو هناك وهي هنا فهل يعتبر وقع التفريق بينهما بمجرد دخولها الإسلام، وهي هنا وهو هناك حتى دون معرفته، وإذا كان الأمر بالموافقة فعند سؤال القاضي هل أنت بكر أم ثيب. ماذا تجيب؟ وفي حالة ثيب ماذا تقول؟ هل تقول أنا متزوجة ولم أطلق رسميا من زوجي، أم يمكن أن تنكر وتقول غير متزوجة أو سبق لي الزواج، علما بأني مصري مقيم بالكويت للعمل عمري 38 عاما، وهي كذلك 38 عاماً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا اسلمت هذه المرأة واستوفت شروط صحة الإسلام، ومضى على ذلك مدة انقضت فيها عدتها(ثلاث حيضات لمن تحيض، وثلاثة أشهر لمن لا تحيض ووضع الحمل للحامل) ولم يسلم زوجها في هذه المدة، فقد انفسخ زواجها منه شرعا من غير حاجة لطلاق زوجها لها، ولها الزواج من غير بشروط الزواج الشرعية، أما إذا اسلم زوجها قبل نهاية عدتها فهي باقية على زوجيتها معه عند كثير من الفقهاء.
ولكنني أنصح هذه المرأة بأن لا تتزوج بعد كل ذلك قبل أن تحصل على وثيقة رسمية تثبت إسلامها، وتثبن انتهاء عدتها قبل إسلام زوجها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.