2010-01-29 • فتوى رقم 42337
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ سوف أطرح عليك قصتي بشكل مختصر جدا وأرجو أن تفيدني
أنا أبلغ من العمر حاليا 32 سنة، منذ أن كان عمري 20 عاما بدأت بالانحراف، حيث قمت بكثير من الأعمال المشينة، والجرائم بحق نفسي وديني، وعلى سبيل المثال ممارسة العادة السرية، وممارسة اللواط، وعلاقات حب مع فتيات في الجامعة، حيث إنني درست في جامعة تبشيرية، وكذلك السرقة بغرض توفير تكاليف السهرات والتدخين وما شابه ذلك، وآخرها كانت الوقوع في جريمة الزنا بشكل رسمي، وهذا كان قبل سنتين فقط، ومع ذلك ومع أنني أشعر بأنني كنت شيطانا يمشي بين الناس إلا أنني أجد في كثير من الأمور توفيقا من ربنا سبحانه وتعالى لي، حتى أنني حاليا في بلد مغترب أدرس الدكتوراه، هذا الشيء جعلني أعيد النظر في الماضي وأتسال عن سبب كل هذا الخير والتوفيق من رب العالمين، مع أنني ارتكبت أبشع الجرائم، وفعليا أنا فكرت بالتوبة، وتبت والحمد لله، أنا مواظب على صلواتي، ودائم التفكير في الموت واليوم الآخر، ومرات أصاب بالفزع عندما أخلد إلى النوم، وأتذكر أنني في قبري وحدي وأنتظر سؤال الملكين لي، هذا الوضع يزيدني هما وحزنا، وكما قلت لك إنني بعد سنة أتخرج وأحصل على دكتوراه في الرياضيات. سؤالي شيخنا هل توبتي هل تقبل إن أخلصت النية؟ هل ربنا يتوب علي من جريمة الزنا والسرقة؟ هل يجب أن يقام علي الحد في الدنيا؟
أفيدوني وأريحوني، وبارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك انتباهك إلى نفسك وأحثك على المسارعة إلى التوبة النصوح، وشكر الله تعالى على ما أنعم عليك به وعلى التوبة، فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، وإن كان فيها حق لأحد فلا بدّ من توفيته حقه، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وعليك أن ترد ما سرقته لصاحب الحق بأي طريقة ولو بطريق الهدية دون الإفصاح عن السرقة، فإن كنت تجهل صاحب الحق، أو لا تتمكن من الوصول إليه، فتصدق بمقدار ما سرقت على الفقراء والمساكين ، وأسال الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.