2010-01-26 • فتوى رقم 42338
عذرا للإطالة ولكن موضوعي مقلق، وهو (ذهبت ابنتي البالغة من العمر 16 عاما لزيارة والدتها، بعد وقوع الطلاق بيننا نتيجة عدم الطاعة المصحوبة بالتحدي من جانب والدتها في غير معصية الله ولا رسوله، ولا فيها مشقة لها، وطلبت ابنتي من والدتها العودة للبيت وفتح صفحة جديدة مع والدها، فتدخل خالها شقيق والدتها وتحدث مع ابنتي بحديث غليظ وفظ، مما تسبب في وقوعها نتيجة صدمة ألمت بها وفقدانها للوعي التام، فحاول ثلاثة أشخاص من الموجودين في المنزل معها إسعافها، فرفض خالها إسعافها، واتهمها بأنها تمثل فقط تمثيلا من أجل استعطافه للموافقة على رجوع والدتها لمنزل أبيها، فوصلني الخبر فكانت المسافة تبعد 35 كيلو بالتقريب، وبعد وصولي بالسيارة وبرفقة السائق، حملت بنتي على أكتافي وتوجهت بها للمستشفى العسكري أم درمان، وبعد وصولنا تم إدخالها لقسم العناية المركزة وبعد أن أجرى الطبيب الفحص، وقام بالإشراف عليها أفاد في تقريره أن حالتها سيئة للغاية، وضغط دمها مرتفع، ونبض قلبها منخفض، وكان بالإمكان أن تلقى حتفها نتيجة لذلك لولا إرادة الله، وبسبب ذلك التصرف الطائش مع بنتي من خالها أدى لقطع العلاقة بيننا معه بصفة نهائية، ومنعته من زيارتي مرة أخرى حتى ولو بسبب الموت، برغم عودة زوجتي شقيقته لبيتي، وسمحت لزوجتي بزيارته بعد عام من تلك المشكلة لأني أقسمت بأن لن أسمح لأي من أولادي بزيارة خالهم واسمه مهدي عبد الرحمن مختار، وكنت أقصد من ذلك أيا من أولادي، ماشيا على قدميه أم في بطن أمه، ففي وقتها كانت زوجتي حاملا في شهرها الأول فانتظرتها حتى وضعت، فسمحت لها بزيارة شقيقها، ولكن لم تذهب بحجة أنها لن تستطيع ترك صغيرها الذي لا يتحمل الانتظار لعامل الرضاعة، ومن أكثر الأشياء التي جعلتني أغضب أن زوجتي نفسها كانت مساندة لشقيقها في تصرفه ذلك، لأنه ساندها بعد وقوع الطلاق بيننا حتى لا يقول الناس والباقي من أهلها بأنها مخطئة معي، واتهمني شقيقها بالباطل بأني أهين زوجتي وأسيء معاملتها، ورجمني بالغيب، وقال عني ما لم يقل الإمام مالك في الخمر، وأرغم زوجتي للإدلاء بشهادة الزور ضدي أمام من أتوا لإصلاح ذات البين بيننا، وأنا أقسمت بالله بأن خال أولادي إذا حضر لزياراتنا فلن يخرج ماشيا على قدميه، بل يخرج محمولا على الأعناق، وتدخَّل الوسطاء فرفضت الصلح معه لأنه لم يفكر بأن يبدي مجرد اعتذار لبنتي، وعندما اتخذت رد فعل قوي تجاهه صار يقول أنا كنت أظن تلك البنت تمثل تمثيلا من أجل أن تقرب بين أبيها وأمها من أجل رجوع والدتها لوالدها، فمشكلتي معه الآن مضى لها عام ونصف، فتدخل الوسطاء مرة أخرى فأصررت على عدم صلحه إلا بعد أن يحلف القسم ليوثق ما قاله عني وتحديدا إهانة زوجتي، وهو رافض للقسم لأنه يعلم أنه كان كاذبا. وسؤالي هو: ما يقول الشرع عن تصرف خالها ذلك، وهل هو محق بأن ينتقم من ابنتي بسبب طلاقي لوالدتها، وكيف الحل يا فضيلة مولانا الكردي؟
أفتوني طالبا منكم دليل القرآن الكريم، والحديث الشريف، لا موجها لفضيلتكم.
السودان ـ ولاية الخرطوم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأ خال ابنتك هذا، وارتكب المحظور والمحرم، ويجدر بك الآن أن تتساهل في إصلاح الأمور والتخلص من الخلاف السابق، وأن تعفو عن الماضي وتصفح... قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، وقال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134).
ولا مانع من أن تحد وتقلل من علاقتك به لتجنب المشاكل، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.