2010-01-31 • فتوى رقم 42411
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
هل يأثم مريض الوسواس على ما يفعله، وأنا يا شيخنا مريضة بالوسواس لأقصى حالاته، ولست قادرة أن أوفي حق زوجي علي كزوجة، فهل يحق لي أن أطلب الطلاق بدون أن أبلغه بالسبب؟
وتعبت يا شيخنا من الهروب من واجباتي، حتى أطفالي أخاف أن ألمسهم خوفا من النجاسة، مع العلم أني أصلي ومؤمنة بالله، لكني يئست من العلاج.
وعندي سؤال آخر وهو: هل آثم بترك الغسل لو أني كنت غير متأكدة من الحدث الأكبر في منامي، وشككت في الأمر حتى لا أستمر بما أنا عليه من وسواس، أنا أصحو من النوم لا أجد شيئا على ثيابي، لكني أرى منامات فيها أشياء توحي بأني أحدثت، لكني لا أرى شيئا على ملابسي، فهل تركي الغسل فيه إثم لأني تعبت من كثرة الغسل والشك؟
أرجوك يا شيخنا ادع لي بالشفاء، بيتي سينهار، وأطفالي تعبوا مني لدرجة كبيرة جدا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان الموسوس يفعل ما لا يجوز فعله بإرادته واختياره، (بمعنى أنه يستطيع تركه لو أراد تركه) فهو محاسب بلا شك، وإن كان لا يستطيع تركه وهو مجبر عليه، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ويجب في الحالتين مقاومة الوسواس ومحاولة التخلص منه جهد الاستطاعة، وليس لك أن تطلبي الطلاق لما ذكرت ، والوسواس هو مرض يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن وذكر الله تعالى، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، مع التضرع إلى الله تعالى وسؤاله الشفاء لاسيما في الثلث الأخير من الليل فهو وقت إجابة، وأسأل الله لك الشفاء العاجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.