2010-02-02 • فتوى رقم 42458
يقول الله تعالى (الزانية لا ينكحها إلا زان) فهل إذا كنت قد زنيت وتبت من زمان، وتقدم لي شاب أنا على يقين أنه لم يزن أبدا، هل معناه أني أتأكد أنه لن يكون نصيبي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس ذلك صحيحا ومعنى قوله الله تعالى: ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)).
معناه أنه جرت العادة أن الشخص الزانى لا يتزوج إلا زانية مثله أو مشركة، وكذلك المرأة الزانية لا تميل بطبعها إلا إلى الزواج من رجل زان مثلها أو من رجل مشرك، وذلك لأن المؤمن بطبعه ينفر من الزواج بالمرأة الزانية، وكذلك المرأة المؤمنة تأنف من الزواج بالرجل الزانى، فالآية الكريمة تحكى بأسلوب بديع ما تقتضيه طبيعة الناس فى التآلف والتزاوج، وتبين أن المشاكلة فى الطباع علة للتلاقى، وأن التنافر فى الطباع علة للاختلاف.
أما إذا تابت الزانيةُ فيجوز الزواج منها، وكذلك الزاني إذا تاب يجوز أن يتزوج من المؤمنات العفيفات، نصّ على ذلك الفقهاء رحمهم الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.