2010-02-02 • فتوى رقم 42459
حبيبي وشيخي يا من أحبك في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا ابنك محمد من فلسطين، أريد استشارتك والفتوى الحق بموضوعي.
أبتي الغالي، أنا اعتدت دخول المنتديات الإسلامية بفضل الله دون سواها، بأحد هذه المنتديات أنت على علم طبعا بأن أي منتدى يحتوي على بنات وشباب، هنا الأمر مختلف قليلا، إذ إن الطابع الغالب هو الالتزام والتمسك بالدين فهذه سمة المنتدى، أبتي لفت نظري إحدى البنات هناك، ورويدا رويدا تسلل حبها إلى القلب، لكن ذلك المنتدى من الممنوع إرسال الرسائل الخاصة فيما بين الأعضاء إلا عن طريق الإدارة، أغلق المنتدى وتفرق أعضاؤه، وبعدها بأيام عاد لنا منتدى جديد يضم أنشط أعضاء ذلك المنتدى، لا أعلم لكن كل ما كان محظورا أصبح مباحا هنا، لا أدري هو لإسقاط الشباب الملتزم أم عن طيب خاطر، من بين تلك الرسائل وجدت الفتاة قد بادرت إلي قبل أن أبادر إليها فقد كان مرض القلب تسلل إليها أيضا، هي ليست قصة من الخيال، أبتي إنما هو حقيقة، أكمل بعد ذلك تمت المراسلة لعدة رسائل إلى أن وصلنا إلى الإيميل، ترددت لكن أعطيتها إيميل شقيقتي والذي أعرف رقمه، دخلت أختي حادثتها لكن ظروف عملها لا تسمح لها بالتواجد، لكن أنا فضولي وما بالقلب دفعني لخيانة أختي من خلفها، فدخلت إيميلها وبدأت أتحادث مع الفتاة ليزداد حبي لها أكثر مع كل محادثة نتحادثها إلى أن عبرت لي عن حبها، فما تردد حينها في الإفصاح عن شعوري، والآن من هذه اللحظة أصبح ما في القلب معلنا لكلينا، لكن مع ذلك كان الحديث مجردا من كل عبارة تدل عليه، ولم يتعد مجرد حديث بين أخت وأخيها برغم أننا نحب بعضنا، ومع مرور الوقت تطور الحب فيما بيننا وازداد تعلقي بها، حتى غدوت إن فارقتها للحظات لا أستطيع الجلوس، أبتي أصبحت أعبر لها عن حبي لها، وأنا صدقاأحبها بكل ما للفؤاد من مقدرة، المهم أبتي أكمل مع كل هذا وحتى تعبيري كان محظورا لديها، وما زال إلى الآن وأنا ألتزم بذلك لكن طبيعة الإنسان الشوق، لذلك كلما اشتد الأمر عبرت لها وعبرت لي ثم عدنا كما سبق، أبتي هذه كل القصة.
لكن بفعل البعد كما قلت هي من بلد وأنا من آخر، وأنا عازم على الذهاب لكن الظروف السياسية التي تعصف ببلادنا أخرت الأمر، قدمت لمعاملة كي أسافر لكن أوراقي ((جوازي)) بحاجة إلى وقت كي يصدر، أبتي كي لا نبقى على هذا الحال اتفقنا بمبادرة منها على ترك التواصل إلى حين اللقاء، لكننا لم نستطع فاتفقنا على كبح جماح مشاعرنا والتجرد من لقب الأحبة لأنه لا يليق لشاب وفتاة ملتزمين دينيا ولله المنة، نسيت أن أكمل أبتي بعد ازدياد الوله انتقلنا لمرحلة الجوال بدايتها إيقاظ أنفسنا على صلاة الفجر، وتطور أمرها للرسائل الاطمئنانية ثم رسائل الحب، ثم سماع الصوت بالمكالمات الهاتفية، أبتي أكمل ما وصلت إليه قلت بأننا لم نستطع أن نفارق بعضنا أو نبتعد لذا اتفقنا على الحديث فقط كإخوة أخ لإخته دون إبراز أي شعور وإخفاء ما في القلب بالقلب، إلى حين تيسير الأمر، الآن أبتي الغالي، هل من أمر نفعله كي لا ندخل في إطار المعصية والحرام إلى حين تيسير الحال ودون قطع الاتصال، علما أننا حاولنا لأكثر من مرة وإحداها كانت لمدة أسبوع ثم عدنا؟
أنا فعلا أحب الفتاة وأريدها كزوجة لي، وبكل صلاة وكل دعاء أدعوا بأن تكون لي، غدوت لا أفكر بسواها.
بارك الله فيك شيخي وأبي الحبيب أثقلت عليك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحل فقط أن تبادر إلى خطبتها من أهلها وتتزوج منها إن رضي أهلها، أما قبل ذلك فأنت أجنبي عنها من كل الوجوه، والحديث ن الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده، فابتعد عن الحديث معها قبل ذلك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.