2010-02-01 • فتوى رقم 42487
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا فضيلة الشيخ: أنا شاب عربي أبلغ من العمر 27 سنة، مسلم، مقيم في فرنسا, ولي جنسية فرنسية.
تزوجت في الصيف الفارط، وأنا أريد أن أنتقل بزوجتي إلى إنكلترا لأمارس ديني بكل حرية، ولأعيش بسلام مع عائلتي.
إن شاء الله عندما أرزق بأطفال كيف سأعيش بهم في وسط لا يحترمون الحجاب، وعندما تدرس ابنتي -إن أراد الله- في المدرسة لن تستطيع أن تلبس الحجاب، فأنت تعرف الحال في فرنسا، وأريدهم أن يدرسوا اللغة العربية.
لكن فضيلة الشيخ لي مشكلة، وهي تتمثل في أّنّ والداي يرفضان فكرة انتقالي إلى بلد آخر، فهما كذلك يقيمان في فرنسا منذ سنين، وهما بصحّة جيّدة، فأمي تبلغ من العمر 58 سنة، وأبي 65 سنة، وليس لهم أمراض مزمنة، فحالتهم المادية بخير والحمد الله، لكنهم لا يريدان أن أبتعد عنهم، علماً أنني لا أسكن معهم في نفس الشقّة.
يا فضيلة الشيخ: أنا في حيرة من أمري، فأنا أريد أن أستفسر:
هل بإمكاني السفر إلى بلد آخر دون موافقة أبي وأمي؟
علماً أنهم لا يبالون فيما أفكر فيه؛ فأمي لا تلبس الحجاب، ولن يستطيعا أن يفهما لماذا أنا أريد أن أنتقل.
أرجو أن تردّ عن رسالتي في أقرب وقت من فضلك.
مع شكري واحترامي، وجزاك الله ألف خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا فضيلة الشيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان العيش في فرنسا ليس فيه ما يحملكم على ترك أداء العبادات الواجبة على المسلم ومنها الحجاب، ولم يكن فيه فتنة عن دينكم، ولا ارتكاب لمحرم، فلا مانع منه، وكذلك الأمر بالنسبة لأبنائكم.
فإن خشيتم (على أنفسكم أو على أبنائكم) من ترك العبادات الواجبة، أو ارتكاب المحرمات أو الفتنة في الدين، فعليكم التحول إلى مكان تلتزمون فيه بأحكام الإسلام.
والتحول إلى بلاد الإسلام آمن وأضمن، فأقنع بذلك والديك بالحكمة وفي أوقات الراحة، وأسأل الله تعالى أن توفق في ذلك، ويوفقك لبرهما فيما يرضي الله تعالى، فإذا لم يقتنعا فلك السفر دون رضاهما فرارا بدينك، للقاعدة الفقهية(لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.