2005-11-30 • فتوى رقم 425
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي أخت متزوجة في العراق، وزوجها لا يعمل حالياً، ولكنه كان يعمل سابقاً بوظيفة مرموقة، وتعود على حياة معينة، وهي أيضاً، والآن هم تركوا العراق وذهبوا إلى الأردن لظروفها الصعبة، وأنا التي أصرف عليهم وأرسل لهم مبلغ(600)دينار كويتي كل شهر لأن لها ابنا في الجامعة وآخر فى المدرسة، وأنا راتبي والحمد لله يكفيني لأنه لا أولاد عندي.
ولكن سؤالي هو أني كنت أرسل كل راتبي لأختي وكنت آخذ من زوجي كل احتياجاتي وأنا أحب التصدق، فكنت آخذ من زوجي بدون علمه حتى أتصدق، لأن راتبي كله لأختي، وللعلم زوجي لم يكن مقصراً معي في المصروف الضروري، وهو الآن قد توفي وأريد أن أبرئ ذمتي هل كنت آثمة عندما كنت آخذ ماله بدون علمه؟
والسؤال الآخر أنه عندي أخت أخرى دائماً تقول لي أني أرسل مبلغاً كبيراً جداً لأختي المحتاجة، وتقول لي إنها غير محتاجة، لأنها تصرف كثيراً حيث تعودت على حياة معينة ولاتستطيع تغييرها، وأيضاً هي عندها مبلغ معين فى البنك، ولكن لا تصرف منه بحجة أن زوجها لا يعمل، وأنها تدخره للمستقبل، وكل مصروفها مني أنا، وتطلب مني أيضاً أختي التي معي أن أتحرى كيف تصرف أختى الأموال حتى لا آثم، لأني بصراحة أنا أرسل الفلوس ولا أسألها أين صرفت الأموال، وكلما تطلب أعطيها بدون سؤال ولكن أختي التي معي هنا تقول لي يجب أن أتحرى لأنها أموالي وأسأل عنها كيف صرفت، فهل هذا صحيح؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبالنسبة لما كنت تنفقينه من أموال زوجك مما يعلم أنك قد أخذتيه، ولايعلم أين تصرفينه، فأرجو أن لا يكون عليك شيء في ذلك، ما دام كان هو يسمح لك في صرفه أين ما شئتِ، أما المال الذي كنت تأخذينه دون علم منه فينبغي طلب السماح منه لو كان حياً، فإن لم يسامحك فعليك رده له كاملاً، أما وقد توفي فعليك أن ترديه لورثته بحسب تخمينك وظنك، وإذا لم يمكن ذلك فتصدقي عنه بمال يغلب على ظنك أنه القدر الذي كنت أخذتيه منه دون علمه، وهبي ثواب ذلك إلى روحه، وبذلك تبرأ ذمتك منه بإذن الله تعالى، وتبقي مطمئنة إلى أن ماأنفقتيه من المال قد وضع في مكانه.
أما بالنسبة لما تذكره لك أختك، فينبغي كما ذكرت لك أن تتحري في موضوع الإنفاق، فليس كل إنسان ينبغي أن يعطى من الصدقة، بل الفقير الذي لا يجد ما يكفيه معيشته هو من يعطى منها، أما من اعتاد أن يعيش مرفهاً، ثم تغيرت حاله إلى أقل من ذلك لكن بحيث يكون ما يأتيه يكفيه في معيشته، فلا يكون عند ذلك من مستحقي الزكاة أو الصدقات، ولذلك عليك أولاً أن تتأكدي من حاجة أختك التي تعطينها، ثم تتأكدي أيضاً من المكان الذي تصرف هذا المال فيه هل هو في موطن الحاجة الضرورية أم لا؟
أما لو كان ما تعطينه لها ليس حاجتها، فهو هدية لها، وهو غير الصدقة
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.