2010-02-04 • فتوى رقم 42549
السلام عليكم
زوجي لا يفكر بالأعمال التي يقوم بها من حكم أنها حلال أو حرام، يفكر بها دنيوياً فقط، ومنها طريقة كسبه أو حصوله على بعض الأشياء، وهو لا يسمح لي مجرد إبداء النصيحة بشرعية ما يقوم به لاقتناعه أنه ليس حراماً.
فهل يقع علي أنا وأبنائي أي حرام في هذا الأمر، علماً أنني أرفضه من داخلي بشدة، ولكنني لا أستطيع قول شيء له؛ لأنه يثور بشكل كبير وبسرعة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما عليك إلا أن تستمري في نصح زوجك بالحكمة وفي أوقات الراحة أن يتقي الله تعالى في عمله، ويتحرى الكسب الحلال، فإن الرزق مقسوم ومقدر، وما قدر له فإنه سيأتيه، سواء سعى إليه بالحلال أو الحرام، فليتجنب الحرام كي لا ينال العقاب من الله تعالى في الآخرة، وقد يعجل الله تعالى له العقوبة في الدنيا.
واذكري له حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إن روح القدس نفث فى روعى أن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصى الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته) أخره البيهقي في شعب الإيمان، وابن أبي شيبة.
كرري ذلك عليه بين الفقينة والفينة بحكمة وفي أوقات الراحة، مع دعاء الله تعالى له، ولا تكلفين أكثر من ذلك.
ثم إنه لو جتى الزوج المال المحرم فإن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله، فالحرما لا يتعدى الذمتين، فلو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.