2010-02-08 • فتوى رقم 42597
سؤالي هو: بم تنصحون أهل زوجتي في ذلك شرعا؟ أهل زوجتي يتهموني بأني متشدد للغاية وأكرههم ويعللون ذلك بمنعي لهم من الدخول لمكان النساء داخل منزلي والجلوس معهن عند زيارة الأرحام بحجة أنهم أقرب الأقربين إليها من الأم أو الأب، وسبق أن قمت بطرد الكثير منهم لأني أوضحت لهم بأني في بيتي لا أسمح لرجل بالجلوس في مكان النساء، ولا أقبل بالاختلاط مهما كان ولا الخلوة، فصار ذلك الإجراء لا يروق لهم بحجة أن البيئة التي نشؤوا فيها يغلب عليها طابع العادة وليس الشرع، وصاروا يتهموني بالتشدد تارة، وتارة أخرى يقولون أني أصابتني عدوى أنصار السنة المحمدية، وتارة أخرى يقولون ربما لا أثق بهم، فأوضحت لهم باني أرحب بكل من أتى لزيارتي لصلة الأرحام وإلقاء السلام على أفراد أسرتي البالغة 8 أشخاص، وبعد ذلك يذهب الزائر لمكان الرجال ويسمح له بالجلوس وإكرامه مهما طال وقته، ولكن أن يبقى ثانية واحدة فقط بمكان النساء هذا أمر سأقابله بردع وحزم شديد، ونتيجة لذلك صاروا يطلقون الدعايات والإشاعات عني لإشانة سمعتي، ويقولون عني إنه لبخيل ولذا يرفض حضور الناس لبيته ويطردهم بحجة الشرع أوغير ذلك مثل ما أوضحت لكم في مقدمة رسالتي تلك، علما باني أسمح فقط لمحارم زوجتي وهم والداها وأشقاؤها وإخوانها من الأم وإخوانها من الأب وأخوالها من الأم ومن الأب ومن الأم والأب في آن واحد، وأعمامها أشقاء والدها وأعمامها إخوان والدها من الأم وكذلك من الأب، وعديلي المتزوج شقيقتها الصغرى بالدخول لمكان النساء حتى لو في غيابي، وغير ذلك غير مسموح به لأي شخص.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمحرم هو أن توجد المرأة مع الرجل غير المحرم في غرفة واحدة، كأخ الزوج مثلا أو ابن العم وليس معهما ثالث، لأنها خلوة نهى النبي صلى الله تعالى عنها بحديث شريف: ((لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا)) رواه الإمام أحمد في المسند.
أما مع وجود زوجها معها أو أبيها أو أخيها في الغرفة، أو على مائدة الطعام فهذا يمنع الخلوة المحرمة ما دامت محجبة بالحجاب الشرعي الكامل، وبدون زينة، وبدون أحاديث مبتذلة، ومع ضمان عدم الشهوة، هذا إذا وجدت الأخلاق الكريمة، أما مع سوء الأخلاق فيحرم الاختلاط مطلقاً، سواء مع ثالث أو رابع أو غير ذلك دفعا للفتنة.
فعليك أن تنصح أهل زوجتك بوجوب الالتزام بذلك بلين ولطف وحكمة، ولا تلتفت بعد ذلك إلى انتقاداتهم، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.