2010-02-22 • فتوى رقم 42801
السلام عليكم
أنا والحمد لله مسلم ولكنني بدأت أصلي مؤخرا وعمري 30سنة، وعندي مشكلة أرجو أن تحلها لي:
أنا أريد أن أبعد عن كل شيء ماض لأنه بالنسبة لي أصبح شيئا أسود، ولكنني حلفت لإنسانة يمينَ كذب، وكان هذا من أجل أن أخرج من مشكلة أوقعتني بها البنت، وحلفت اليمين لأن لا تكبر المشكلة ولا يُضَر غيري بالمشكلة.
اعتبروه رجاء أريد أن أعرف الفتوى الشرعية لأني- والله العظيم -بحيرة من أمري.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان الحلف على أمر في المستقبل فهو يمين منعقدة، وعند المخالفة تجب كفارة يمين؛ وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإذا لم تستطع فصيام ثلاثة أيام متتابعات، وإن كان على أمر ماض كذبا فهو اليمين الغموس، وبعد الحلف لا بد من التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، ويحرم عليك أن تحلف وأن تجعل اليمين الكاذب مخلصك مما أنت فيه، لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:224] وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.