2010-03-08 • فتوى رقم 42923
يا شيخي الفاضل إن الله سبحانه وتعالى بين في كتابه الكريم أن النفس إما لوامة أو مطمئنة أو أمارة بالسوء، أنا كثيرا ألوم نفسي إذا تحدثت مع شخص بالهاتف أو زرت شخصا أرجع أظل ألوم نفسي وأقول أنا اغتبت أحدا ولكن والله ليس بيدي أصلي أقرأ القرآن أصلي أستغفر لكن لا أستطيع أن صلي قيام الليل لأن لدي أشغالا كثيرة فأنام متعبة وكثيرا ما أستغفر لكنني دائما أحس نفسي مذنبة وكثيرا ما أبكي من خشية الله وأدعو الله وحاولت أن أضع عقوبة لنفسي: إن اغتبت أحدا أصوم يوما وفعلت فعلا وكل ما أغتاب أحد أصوم يوما لكنني مللت لأني لا أستطيع أن أفرق بين الغيبة فأنا تعبت نفسيا لا أعرف ماذا أفعل فدائما ألوم نفسي وتعبت كيف أصبح من الصالحين والله صعب جدا أرجوك يا شيخ أدع لي وأرجو من كل واحد يقرأ الموضوع يدعوا لي دلني على الصواب شيخي سوف أموت من التعب والتفكير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه النفس اللوامة من نعمة الله عليك لأنها تدفع بك إلى التوبة، والله تعالى غفور رحيم، فإن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعيها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعودي إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.