2010-03-09 • فتوى رقم 42959
السلام عليكم
أنا لم أرزق إلا بولد واحد، وأجريت محاولات عدة لم تنجح، في آخر مرة أجرينا فيها عملية طفل الأنبوب توصل الطب الحديث إلى إمكانية معرفة جنس الجنين وفحصه جينيا للتأكد من سلامته قبل إرجاعه إلى رحم الأم فعندما أخبرتنا الطبيبة بذلك قال لها زوجي إنه إن كانت الأجنة إناثا فهو لا يريد إرجاعها حتى ولو كانت سليمة جينيا وأنه يريد فقط جنينا ذكرا، ناقشته كثيرا بهذا الأمر فلم يقتنع، وسبحان الله كانت نتيجة الفحص أنه كان جنينا ذكرا سيلما خاليا من التشوهات وتم إرجاعه، ولكن لا إرادة فوق إرادة الله لم يتم الحمل وفشلت العملية، ومنذ ذلك الوقت وأنا لاتفارقني فكرة أن ماحل بنا هوعقوبة من الله تعالى على تحدي زوجي وإصراره على الجنين الذكر، سؤالي: هل مافعله زوجي حرام، وهل هذا الموضوع تحد لرب العالمين وإرادته؟ أنا خائفة كثيرا من غضبه تعالى وخائفة أن أقدم على العملية مرة ثانية وتفشل بسبب تعنت زوجي وعدم تسليمه لإرادة الله وقدره، علما أنه لاحول لي ولاقوة بهذا الموضوع فأنا أرغب بطفل مهما كان جنسه.
وأعتذر للإطالة ولكن هذه المشكلة تكدر علي تفكيري كثيرا ووضعتني في دوامة عشرات الأسئلة عذرا مرة ثانية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإنجاب عن طريق طفل الأنابيب يجوز في حالة تبين عجز الزوجين أو أحدهما عن الإنجاب بالطريق الطبيعي، أما لتحديد جنس المولود فلا يجوز، لما فيه من كشف للعورات دون ضرورة معتبرة شرعاً، وعلى المسلم أن يستسلم لقضاء الله تعالى وقدره، ويرضى بما قسم الله تعالى له، قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [الشورى:49]. ولو استطاع تحديد جنس المولود من غير طفل الأنابيب ومن غير كشف للعورات ولا محرم آخر فلا مانع منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.