2010-03-09 • فتوى رقم 42961
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
للأسف يا شيخ تصيبني وساوس في الطهارة ترهقني جدا وتثقل علي العبادة يا شيخ، فبالله عليك أفتني في سؤالي:
أتوضأ للصلاة وأثناء الوضوء أو الصلاة أشعر بخروج ريح أو نزول قطرة بول مني ويختلط علي يا شيخ هل أنا متيقن أم لا من خروج ما ينقض الوضوء مني، وقد قرأت لأحد الفقهاء -الشيخ ابن المبارك رحمه الله تعالى- قولا في أحد المواقع الإسلامية الكبرى الآتي "فما لم يحصل لك يقين تحلف عليه "كما قال ابن المبارك بأنه قد خرج منك شيء فعليك أن تسد باب الوسوسة،
وهذه الفتوى أعرضها على نفسي حينما يشكل علي خروج الحدث فلا أتيقن خروجه مني، يعني لو قلت لي يا شيخ هل تقدر أن تحلف أنه خرج منك شيء أقول لك لا، فهل يا شيخ ما أفعله صحيحً
بالله عليك يا شيخ أجبني ولا تحولني لفتوى أخرى، بالله عليك أجبني، هذه الوسوسة متكررة معي وأخشى أن أصلي صلاة لا يقبلها الله تعالى مني بسبب قصور مني.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تفرق بين حالة التوهم وحالة التأكد، فإن كان ذلك مجرد توهم فلا يلتفت إليه، أما إن أحسست فعلاً بخروج ريح، فقد فسد وضوؤك، وعليك إعادة الوضوء والصلاة، أما مجرد الشك فلا ينتقض الوضوء معه حتى يُشم رائحة أو يسمع صوت.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجنّ من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحاً) أخرجه مسلم.
فلا تلتفت إلى الأوهام، واقطع عنك الشكوك، وأسأل الله تعالى أن يبعد عنك الأوهام، وأن يتقبل منك.
وكذلك أقول لك بالنسبة لقطرة البول، فإذا تأكدت من خروج النجاسة ولم يكن ذلك توهماً، فقد انتقض الوضوء بذلك، وعليك إعادة الوضوء والصلاة، أما مجرد الشك أو التوهم فلا يلتفت إليه، وبإمكانك أن تفتش ثيابك فتتبين خروج النجاسة أو عدم خروجها فتميز بين التوهم والحقيقة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.