2010-03-11 • فتوى رقم 42974
السلام عليكم ورحمة الله
هو أبي باختصار إذا في حاجة سوف أفعلها لمصلحتي بشرط الناس لن يشعرو بي أو لن يشاهدوني بفعل حاجة غريبة فيقول (الناس)، شخص مجنون إذا لم يشعرو بي (الناس) يوافق وغير ذلك لا يوافق.
مثال على ذلك
مثال (1):
أنا أوقاتا أبقى مخنوقا في الشتاء وأود أن أنزل إلى البحر في الشتاء لأنني مشغول في الصيف وأنا عموما قادر على نزول البحر في الشتاء وأخذت بالأسباب قبل نزول البحر، ذهبت إلى والدي لكي أعرض عليه الموضوع فرفض، فقلت له لماذا ترفض؟ قال لي: لكي الناس لا تقول أنني شخص مجنون، فقلت له الناس يقولون ما يريدون، وهذا الموضوع (نزول البحر) حلال خصوصا أنني أخذت بالأسباب وأقدر على ذلك الفعل، فقال لي: لا يعني لا، وإن نزلت البحر سوف أغضب عليك وسوف تغرق دة غير نار جهنم.
مثال (2)
أنني في الكلية في الفصل معي أفراد أكبر مني، وشبه فشله لا يذاكروا، وليس لهم في المذاكرة وبين الحين والآخر يهاجمون دكتور الكلية فأنا كنت أهاجمهم (الفشلين) لكي أفهم الدكتور أنني مجتهد وبريئ من الأفعال التي يفعلونها معه لكي ينجحني فعندما حكيت الحكاية هذه أمام أبي وأمي فأبي هاجمني وقال لي لا تهاجمهم لكي يحبوك، معنى هذا الكلام أنني أوافقهم وإذا رسبوا أرسب معاهم، ويبقى قضاء وقدرا، يعني نفس الكلام يهاجمني ويمنعني عن حاجات أحبها لكي يرتاح الناس وأهم حاجة لا يقولوا عليه شيء، ولا تهم راحتي، أهم حاجة عند أبي الناس أولاً وراحة الابن ثانيا، أبي يعجزني وسوف يعجزني مثل ما فعل في السنة الماضية وحرمني من المشي الكثير مع الكشافة لكي أعرف أذهب إلى الكلية والناس لا تقول عليه... لدرجة أنه جعلني أحس أن الناس هم أستغفرالله لازم نعبدهم ونريحهم لكي ندخل الجنة.
كل هذه الأفعال الذي يفعلها معي أبي هل هي حرام وله حلال وماذا أفعل معه؟
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل ما ذكرت لا يبرر لك ترك بر أبيك والإحسان إليه، فاجتهد في بر أبيك، وإن أدرت أمرا مباحا فأقنعه به بالحكمة واللين واللطف، ولا تخالف أمره إن لم يكن في ذلك ضرر بك، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.