2010-03-12 • فتوى رقم 43000
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله
تعرفت على فتاة بقصد الزواج، وشدني إليها أنها كانت نصرانية وأسلمت منذ سنوات وتريد إنسانا ملتزما لتحافظ على دينها، لاسيما وأنها مازالت تتابَع من قبل أهلها النصارى لتعود إلى ملتهم، تعيش هي الآن منذ فترة في بلد آخر ونتيجة لبعدها عن أهلها وفقدان حياة الأسرة اكتشفت فيها السلوكيات التالية: أنها انطوائية فهي لا تحب أن تزور أو تزار، ولا تأكل من غير عمل يدها وإن كانت في دعوة وأجبرت على الأكل فهي تستفرغ فورا، ولا تنام إلا بعد أخذ أدوية منومة، وهي عصبية المزاج ومتقلبة، شديدة الغيرة من زوجتي الحالية علما بأني لم أكتب عليها حتى هذه اللحظة، حبها الشديد لامتلاكي وقَطعي عن العالم حتى عن زوجتي وأولادي، هي نتاج علاقة بين والديها قبل الزواج بمقابل ذلك فهي ملتزمة جدا بدينها وحريصة على نفسها من الزلل والوقوع في معصية الله، أنا يا فضيلة الشيخ متردد في الارتباط بها خوفا من عدم استطاعتي التعامل مع السلبيات التي ذكرتها، وفي المقابل أخاف أن أضيع خيرا ساقه الله إلي بحال تزوجت منها وحافظت على دينها فبماذا تشيرون علي؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت تقدر على العدل بين الزوجات، وعدم إهمال إي منهما أو الانقطاع عنها، وكنت قويا يمكن أن تتعامل مع السبيات بحكمة وعلم، وكنت قادرا على الإنفاق على الزوجتين، فلك أن تتزوج منها، وإلا فابتعد عنها، وهذه المرأة قبل العقد عليها أجنبية عنك من كل الوجوه، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.