2010-03-16 • فتوى رقم 43080
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوكم سرعة الرد لأن عقلي سيذهب مني، فمنذ الصغر والعلاقة بيننا وبين أبي أسوأ ما تكون ولن أسرد بالطبع شيئا يسيء لأبي، ولكن الأمر الآن أننا أربع بنات اثنتان تزوجتا والحمد لله واثنتان لا، ومنذ أسبوعين حدثت مشادة بيننا وبينه بسبب تجنيه على أمي واشتد الخناق وفقدنا كلنا أعصابنا وقرر أبي أن يترك البيت وهو طوال عمره يقولها لنا ولكن لم يفعل لأن أمي تترجاه أن يبقى وتفعل ما يريد، هذه المرة لم تستطع أمي أن تتحمل أكثر من ذلك وذهبنا وصالحناه أنا وأختي فقبل اعتذارنا، ولكن كل كلامه كان على أمي وبالطبع لم نستطع الإصلاح بينهما، المهم أني أشعر بالعجز والخوف من الله لأن أبي سيترك البيت ويذهب لدار المسنيين، ولم تفلح محاولتنا في إقناعه بالعدول عن رأيه وفي الوقت نفسه استحال الأمر بينه وبين أمي فهما منفصلان منذ سنتين تماما كل في غرفته وأبي صعب العراك إننا لا نستطيع حبه مع كل ما فعل بنا وبأمنا، ولكن كل ما يبقينا على محاولة بره هو الخوف من الله، إن الأمر أصبح عسيرا علينا نفسيا وعاطفيا وحقا لا أعلم الصواب من الخطأ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم أن تعيدوا المحاولة لإصلاح الأمور جهد الاستطاعة، ولا مانع من أن توسطوا أهل الشأن والمكانة، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحكم بأن تحسنوا لأبيكم قدر إمكانكم وتحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، وإلا كنتم مسيئين مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، أسأل الله تعالى أن يعينكم على إصلاح الأمور وعودتها إلى أحسن حال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.