2010-03-26 • فتوى رقم 43168
السلام عليم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله، أشكركم على هذه الجهود الكبيرة.
أعاني من أب سريع الغضب وكثير النقاش هو ووالدتي أمامنا وأنا صغير، حتى أصبحت أكره والدي وأكره الذهاب معه لسببين أولهما هو:
1-أنه سريع الغضب وأثناء قيادتي السيارة يهاوشني.
2- ما ذكرته قبل قليل هو كره لي، علما أنني ذات يوم كنت أذاكر لأحد الامتحانات فإذا بي أسمع صراخا وضجيجا في البيت وها هو أبي مع والدتي، فأتيت إلى والدتي وسحبتها إلى أحد الغرف وأدخلتها وأبي ذهب إلى مقر عمله، وهذا الموقف أثر فيّ جدا، أصبحت لا أرغب السفر معه وسبب هذا أنني إنسان عاطفي جدا لا أحب من أحد أن يخطء في حقي بدون سبب، وهذا السبب الذي أثر فيَّ، ما رأيكم وما نصيحتكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.