2010-04-02 • فتوى رقم 43316
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: ما حكم عدم زيارتي لأمي المسنة؟ علما بأنها تقوم بإهانتي أمام إخوتي وأخواتي وأبنائهم ونساء إخواني وعلى مسمع من أهل الحي والجيران، حتى وصل بها الحال إلى ضربي أمام أبنائي ونسائهم وأبنائهم، وهذا كله بسبب انحيازها لإحدى أخواتي الأصغر مني بسبب مشاكل عائلية، وحتى وصل بها الحال إلى أن تعيرني بموت زوجي الذي قتل قبل 40 عاما.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأمك قدر إمكانك وتحاولي برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئة مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، وابتعدي عن الأمور المثيرة للجدل، وتقربي إليها ببعض الهدايا ليزول ما في قلبها عنك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.