2010-04-05 • فتوى رقم 43359
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب مقبل على الزواج، منذ فترة قريبة أتممت شهادة الماجستير، ودخلت في المجال المهني، راتبي لا بأس به ولله الحمد، لكنني لا أملك منزلا.
مشكلتي أن مجتمعنا يبالغ في موضوع الطلبات المادية للزواج، لدرجة أن الكثير من العوائل ترفض مقابلتي من أجل رؤية بناتهم لمجرد أنني لا أملك منزلا.
والدي في المقابل رجل مقتدر مادياً، لكن ماله مشبوه (خليط من حلال وحرام)، في بداية الأمر كنت أرفض مساعدته في مسألة البيت، وكنت أريد أن أستقل مادياً، لكن مجتمعنا لا يتفهم ذلك، خصوصاً عندما يعرفون إمكانيات والدي.
هل لي أن أقبل منزلا مفروشا هدية من والدي، على مبدأ أن المال الحرام لا يتعدى الذمتين؟
أرشدوني فأنا في حيرة من أمري.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك ذلك، فالتنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك، لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
وحاول أن تستمر في نصح والدك بالكلمة الطيبة، لكي يبتعد عن الحرام، وأسأل الله له الهداية، ولك أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.