2010-04-14 • فتوى رقم 43453
السلام عليكم ورحمه الله
شيخنا الفاضل: أنا فتاة في الـ27 من عمري، منذ بدأت أواظب على الصلاة حين كنت في العاشرة وأنا أعاني من وساوس شديدة في أمور الطهارة، وكلما تخلصت من أحدها ظهر عندي وسواس أكبر، حاولت العلاج كثيرا دون فائدة، المهم أني في الفترة الأخيرة بدأت أحس طوال الوقت بنزول مذي مني، وعند رؤية ملابسي الداخلية غالبا لا أرى فيها شيئا وإذا رأيت فلا أستطيع التحقق أهو حقيقة أم تخيلات أم إفراز آخر، وتأتيني هذه الوساوس طوال الوقت ربما كل عدة دقائق، وأنا متأكدة من أنها بسبب هاجس الطهارة عندي وليست حقيقية فأنا أحيانا أجد عقلي يتحداني بأني سأنجس نفسي، ثم تطرأ على ذهني صورة سريعة أو فكرة جنسية رغما عني، وبرغم أنني لا أحس بأي شهوة ولا أركز في الأمر إلا أنني أحس بنزول المذي، والمشكلة الأكبر أني بسبب وسواسي لا أستطيع الاستنجاء إلا وأستحم بعده لساعات بسبب إحساسي بوصول الماء النجس لأماكن متفرقة من جسدي، وما إن أنتهي حتى أحس بنزول المذي من جديد لأعيد الكرّة حتى أصبحت حياتي جحيما، وأصبت بحساسية شديدة في عيني وجسمي من كثرة الماء، وأعيقت صلاتي وكل أمور حياتي، والحقيقة استفتيت من قبل فقيل لي أن علي تجاهلَ الأمر لأنه وسواس وتجاهلته لعدة أيام وبدأ يزول، ثم عدت وفكرت أنني طالما أشاهد التلفاز وأدخل إلى النت فليس من حقي أن أتجاهل الأمر لأن الصور والتخيلات التي تأتيني عادة متعلقة بأناس أراهم فيه (علما بأنني لا أشاهد أي أفلام خليعة وإنما برامج وأفلام عادية ولا أدخل أبدا لمواقع غير محترمة) وبعد أن خطرت هذه الفكرة لي عدت أسوأ من البداية.
فسؤالي جزاك الله خيرا: هل يجوز لي تجاهل الأمر؟ خاصة أني متأكدة عن تجربة أن تجاهلي للوساوس يخلصني منها وأنني لم يكن يحدث لي هذا من قبل أبدا، كذلك فقد كنت أشكو لسنوات من وسواس نزول البول، وما بدأت أحس بالوسواس الجديد حتى زال السابق تماما وتأكدت أني طبيعية تماما وليس عندي أي سلس.
أفيدوني أفادكم الله وأرجوك عدمَ إحالتي لفتوى أخرى لأني لا أجد مُبتغاي فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فتجاهلي الأمر لتتخلصي منه، فأنت تعلمين أنه وسواس، واستعيني بالله تعالى في التخلص منه، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.