2010-04-14 • فتوى رقم 43454
شيخنا الموقر والفاضل السلام عليكم
ابني طفل في الابتدائية يتعرض لبعض التهديدات والضرب من قبل بعض الأطفال في صفه أو في مدرسته، وكثيرا ما يشتكي من ذلك لمعلميه وللمرشد، بعضها يتم الاستجابة وبعضها لا يستجاب ربما لانشغال هؤلاء المربين بأمور أخرى، مما يجعل الطفل الذي يهدد ويتوعد ابني ينتظره وزملائه قبيل الخروج من المدرسة ويضربوه، وتم رفع الشكوى أكثر من مرة للإدارة ولم يتم الاستجابة ورفعت شكوى إلى قسم الشر... وللأسف لم يتم الردع بالمعنى الحقيقي، مما جعل ابني يستنفر من هؤلاء ويتوعد بضربهم، علما بأن هؤلاء الأطفال تصرفاتهم تستوجب الوقوف بحزم وصرامة على ردعهم لأنهم كثيرا ما يحملون الأسلحة البيضاء والحجارة والعصي هم ومن يساندهم، فهل يقوم ابني بالدفاع عن نفسه في حال تعرضه بنفس الطريقة التي يقومون بها، لأنه أصبح ابني يمتطي بعضا من الأقلام القوية المسننة والحادة ليَهم بضرب كل من يتعدى عليه بالضرب، علما بأننا لا نتمكن من نقل ولدنا إلى منطقة بعيدة لبعد المسافات والخوف الأكثر والقلق الأكبر من تلك المنطقة ولا نعلم ماهية تصرفات هؤلاء الأطفال وكذا ما هي بيئتهم، مما سيضطر ابني إلى أخذ الوقت الكبير لبناء قاعدة جديدة له حتى يتمكن من التأقلم ربما ينعكس هذا على نفسيته سلبا في المستقبل، أفيدوني، أنا أمه أصبحت قلقة من تكرار هذا الأمر لأن البيئة عندنا صعبة لتعدد فئات هذا المجتمع ويحتاج للكثير من التوجيه والتربية لهؤلاء من آبائهم الذين لا نستطيع حتى التطرق للتفاهم معهم لتبيان ما يحدث لأنهم لا يتقبلون حقيقة ولدهم وأفعاله التي يقوم بها وبشهادة المدرسة، وبدون جدوى فما العمل يا شيخنا الفاضل، يا دكتور أريد إفادة سريعة وصارمة بكيفية التصرف والتعامل مع هؤلاء الفئة غير المؤدبة!
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلابد من متابعة الأمر مع الإدارة من جديد فلعلها تستجيب، ولا مانع من الاتصال بأهل هؤلاء الفتية إن أفاد ذلك في ردعهم، ولتنصحي ابنك أن يمشي مع زملائه وأصحابه، ولينتقي الجيدين منهم، وليتجنب المشي وحده، وليبتعد عن المشاكل قدر الإمكان، وله أن يدافع عن نفسه إن تعرض لأذى، وليبدأ بأدني الطرق ثم بما هو أعلى منها، فإن أفاد الكلام فليكتف به ولا يلجأ للضرب والشجار، وأكثري من دعاء الله تعالى به بالحفظ، وليقرأ أذكار الصباح والمساء، وأسأل الله له الحفظ والتوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.