2010-04-22 • فتوى رقم 43550
بسم الله الرحمن الرحيم
أشعر أني ارتكبت ذنبا عظيما بالنسبة لي، فأنا -ولله الحمد- أحافظ على الصلاة في أوقاتها إلا إن كنت نائمة أؤخرها حتى أستيقظ ولا أخرجها أبدا عن وقتها إلا إن كنت في الخارج ولا أجد مكانا أصلي فيه، ولكن في هذه الليلة نمت عن صلاة الفجر بالرغم من أني سمعت الأذان وقام أحد بإيقاظي أيضا ولكني لم أستيقظ بحجة أني شاكة في طهارتي ومحتاجة لغسل لأني في هذه الليلة تكلمت مع الشخص الذي أحبه منذ أكثر من ثلاث سنوات في الهاتف وهذه مشكلة أخرى، المهم أن الشيطان دخل في حديثنا وتكلمنا في أمور لم يكن من حقنا التكلمُ بها، لكن لله الحمد لم يحدث شيء ولا تمادينا بل بالعكس كانت مجرد تلميحات غير مباشرة، ولكني أفهم وهو يفهم فحدثت لي إثارة غصبا عني ولكنى استعذت من الشيطان وشعرت بخنقة بعدها وأني تعديت الحدود، وهو أيضا فقال لي: آخر مرة أكلمك بهذا الشكل، وقفلنا على ذلك، وبعدها شعرت أني يجب علي الغسل قبل الصلاة، وكنت مرهقة في هذا اليوم جدا لأني لم أنم منذ يومين فوجدت أنه من المشقة أن أصلي قيام الليلة وقلت في نفسي أني سأستيقظ بإذن الله قبيل الفجر وأغتسل لأقطع الشك باليقين وأصلي، طبعا نمت وكان الجوُّ وقتَ الفجر باردا واستصعبت الاستيقاظ فقلت سأقوم الصبح أغتسل وأصلي الصبح بالرغم من أني متأكدة تمام التأكد أنه لم يحدث شيء يلزمني أن أغتسل غير مجرد نزول مذي، وأنا أعرف أنه يستوجب الوضوء فقط، ولكن لأني كنت أشعر بالذنب تجاه ما فعلت وإن كان مجرد كلام غير مباشر شعرت أني أريد أن أغتسل حتى أقابل الله طاهرة، هذه الفكرة سيطرت علي حتى صدقتها، وياليتني استيقظت الصبح ولكني نمت واستيقظت بعد الظهر بألم عظيم في قلبي وعذابٍ رهيب في ضميري، كنت أشعر أني أتلوى ألما, كنت أحس أن الله لن يقبل مني بعد اليوم، وبالرغم من كل هذه الأفكار لم أستسلم وصليت ركعتين قضاء الفجر ووعدت الله أن لا أنام عن صلاة الفجر عمدا بهذا الشكل مرة أخرى أبدا وشعرت براحة بعد هذا الوعد، وبعدها صليت الظهر، ومن وقتها أنا أشعر بالذنب طوال الوقت وتأنيب الضمير، لا تعلم يا شيخ كم يؤرقني هذا الأمر فقد قرأت بعدها عن حكم من لم يصل الفجر وشعرت أني هلكت وأني هالكة مهما فعلت، أرجوك يا شيخ أرحني أنا تعبة وخائفة، ووالله لو علي شيء (كفارة أو غيرها) فقل لي وأنا مستعدة أن أنفذ مباشرة، المهم ربنا يرضى عني، أما عن هذا الشخص الذي تربطني به علاقة, فإني أخذت معه قرارا نهائيا بعدم الكلام والبعد النهائي وتركته وتبت من هذا الأمر أياما -وإن كان مجرد مكالمات بريئة في الهاتف- وكل مرة نرجع، أنا ولله الحمد أستعين بالله وأشعر أني قوية وقادرة على البعد، وفعلا أكون والله صادقة في تركه راجية الله أن يرزقني إياه في الحلال، وإن لم يكن من نصيبي فلا اعتراض, ولكن المشكلة تكمن فيه هو فكم من توبة تخللتها مكالمة لوم وعتاب منه تشعرني بالذنب وتأنيب الضمير وتجعلنا نرجع، وكانت أصعب مرة عندما بكى في التلفون مثل الطفل وبصراحة لم أقدر أتحمل هذا فأنا إنسانة لي قلب,وهذا عذاب والله فأنا بالنسبة له كل حياته، وأنا لا أعرف ماذا أفعل، انصحني كيف أتكلم معه دون أن أجرح مشاعره لأنه إنسان؟
أرجوك ساعدني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان الذي تتكلمين عنه من أصحاب الدين والخلق وأردتما الزواج فليرسل من أهله من يخطبك له، فإن خطبك توافقين مع أهلك وتكونان زوجين، وإذا لم يكن من أصحاب الدين والخلق أو لم يرغب في الزواج منك، فابتعدي عنه واتركي التفكير فيه نهائيا، ولا يحل لكما الكلام مادام أجنبيا عنك، مع التوبة الصادقة من الكلام السابق ومن ترك الصلاة في وقتها والاستغفار والندم على ما فات، والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.