2010-04-22 • فتوى رقم 43551
تعقيبا على فتوى سابقة لسيادتكم برقم 43492
وهي بخصوص العمل في شركة تنتج مباحات ومحرمات أفدتموني سيادتكم بأنه بإذن الله لا شيء علي ولكن لا يخلو عملي من الكراهة!
أريد رأي سيادتكم في الآتي:
أمامي بإذن الله فرصة للتسوية المبكرة بالشركة، وسوف أحصل على مستحقاتي وهي مبلغ لا بأس به، وأريد عمل مشروع شخصي بهذا المبلغ لأني لا أستطيع فيما بعد العمل بالشركات بل أريد العمل في عمل حر، فهل أبدأ حياتي بعد ترك الشركة بعمل حر بالمبلغ الذي سأحصل عليه من الشركة أم أنتظر إلى حين وجود عمل آخر وأقدم استقالتي ولا آخذ شيئا من الشركة؟
جزاكم الله خير الجزاء على حسن توجيهكم لي ووفقكم الله إلى فتواي على أحسن حال إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
ولا مانع من أن تأخذ ما تستحق من هذه الشركة، ولك أن تتصدق بشيء من ذلك، وأسألا لله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.