2010-04-23 • فتوى رقم 43574
أنا امرأة متزوجة من رجل اكتشفت أنه يمارس اللواط ولا يحس بذنب، صدمت ولدي منه طفلان 7 و3 سنوات، نحن مدرسان، عندما شاع خبر لواطه في القرية التي كنا نعمل بها اتفقنا على الطلاق فانتقل وبقيت أنا أعاني في تلك الفترة، أخطأت الخطيئة الكبرى مع صاحب البيت الذي كنت أكتريه، أنا منفصلة عن زوجي منذ سنتين، وأنا نادمة جدا ولست أدري كيف أعاقب نفسي، انتقلت إلى المدينة التي يعمل بها زوجي ونعيش في بيت واحد من أجل الأولاد دون علاقة جنسية بيننا، فهل تحرم هذه العلاقة مع العلم أنه لا زال يمارس اللواط؟
والمصيبة الثانية أكبر إذ تعرفت على شخص مريض، وشفقتي به تحولت إلى خطيئة، أنا إنسانة مدمَّرة، لا دنيا ولا دين، ماذا أفعل، وكيف أكفر عن هذه الذنوب؟ أحس بغضب الله علي، أنا ظالمة لنفسي، هل من خلاص؟
هل أتطلق من زوجي ونحاول من جديد أم لا أمل لي في النجاة من عقاب الله؟
أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلتيه من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فسارعي إلى التوبة النصوح وابتعدي عن كل رجل أجنبي عنك وأطيلي الندم والاستغفار، واطمئني بعد ذلك إلى غفران الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أما عن زوجك فلابد من أن تبيني هل وقع الطلاق بينكما؟ وهل وقعت الرجعة بعد ذلك؟ وستأخذي حكم البقاء معه بعد أن تبيني ذلك، أسأل الله لك الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.