2010-04-23 • فتوى رقم 43580
منذ وقت كنت أكلم رجلا هو في عمر والدي على الإنترنت، وكان يعتبرني ابنته ولكنه كان يطمع في الزواج مني برغم سنه وهو يعلم سني أيضا، المهم أني ومع الأسف الشديد كنت أستغل ذلك، ولكني في بادئ الأمر أخذت الأمر على محمل المزح فكنت أدّعي أشياء وأقوم بتأليف أمور وهي مثل أن ظروفي سيئة وحالي ميئوس منها، وهذا لافتقاد الحنان وأن أخي يقوم بضربي، وهذا الأمر هو الشيء الوحيد الحقيقي، وربنا يهديه، وأني نتيجة ذلك أخطأت وفعلت أمورا خاطئة وأني أتمنى شراء ملابس وإلى ذلك من الأمور حتى عزّ عليه ذلك فقرر أن يحول لي مبلغا من المال، لكني رفضت جدا في البداية لأني كنت خائفة أن يطلب مقابلا بعد ذلك بالإضافة إلى أني لم أكن جادة في هذا الأمر كله ولكنه أصر وقال لي اعتبريها هبة ومساعدة لك مني ووالله لن أطلب شيئا منك حتى اقتنعت، وفعلا قام بتحويل مبلغ 200 دولار تقريبا، ثم بعد ذلك اختفيت وما عرف عني شيئا، ورجعت أتكلم معه بعد فترة ولكني تغيرت، المهم أنه حدثت مشادة كلامية بيننا بسبب أنه يريد التدخل في حياتي بعدما علم أني سأرتبط بشخص آخر، وكان يحاول بكل الطرق أن يكَرّهني بذلك الشخص حتى شتمني وقال لي أبشع الألفاظ والإهانات وعيّرني بظروفي التي كنت أنا أصلا أدعيها ولم تكن حقيقية، وطبعا قلت في نفسي أنا التي سببت هذا وجعلت صورتي سيئة للغاية وأنا لست هكذا،
...مسحت بريده الإلكتروني وقطعت الكلام معه نهائيا وتبت إلى الله، ولكني الآن كلما تذكرت هذا المبلغ أقلق وأتوتر وأخاف أن توبتي لم تقبل، وأرجع وأقول إنه كان مجرد مساعدة ودون مقابل ولكني كنت أكذب عليه في الظروف التي شرحتها له، هذا الأمر ينغص عليّ حياتي ولست أعرف ماذا أفعل، هل علي شيء في أن أتصدق بهذا المبلغ؟
أم ليس علي شيء؟
وإن كنت لا أملك هذا القدر من المال حيث إنه بالمصري حوالي 990 جنيها تقريبا فماذا أفعل؟
أرجوك انصحني يا شيخ، أنا خائفة أن أقابل ربنا وأنا لم أؤد ما علي.
جزاك الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت في الكلام مع ذلك الرجل وفي الكذب، فعليك أن تتوبي توبة نصوحا بالندم الشديد، والاستغفار الكثير، والعزم على عدم العود للمعاصي في المستقبل، وقطع كل صلة لك بأي رجل أجنبي عنك، والإكثار من فعل الصالحات، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، أسأل الله تعالى لك الغفران.
وعليك أن تتصدقي بذلك المبلغ عندما تتمكنين من ذلك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.