2010-05-03 • فتوى رقم 43711
السلام عليكم ورحمة الله
أمي ملتزمة بدَين بدلا من أخي، ووقعت على شيك وهي الآن مهددة بالحبس، ونحن نتألم ونتعذب من كلامها، المستفز ونحن ثلاث أخوات متزوجات ولا نملك إلا رواتب أزواجنا وهم يرفضون المساعدة ويعيروننا بأخي سيء الخلق وأنه السبب في هذه المشكلة، وهي الآن غاضبة علينا، فهل علينا إثم في ذلك؟ وهل معها حق في غضبها علينا؟ وهل نحن مطالبون بسداد هذا الدين؟ نحن في عذاب بين كلامها المستفز كلما رأتنا وبين كلام أزواجنا عنها وعن أخي العاق الذي تحبه وتفضله علينا، ورغم ما فعل بها هي تدعو له هو ولأبنائه وتَكرهنا وتَكره أولادنا وتتمنى زوال النعمة من أزواجنا كما زالت عن ابنها، وهذا الكلام تقوله في وجهنا ولا يهمها زعلنا، ماذا نفعل معها؟ بالله عليكم أجيبونا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس أمامكن إلا الصبر على ذلك، ومجاهدة النفس في بر هذه الأم والإحسان إليها جهد الاستطاعة، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحكن بأن تحسنوا لأمكن قدر إمكانكن وتحاولن برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكن ضرراً، وإلا كنتن مسيئات مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.