2010-05-04 • فتوى رقم 43726
أنا مهندسة معمارية وأعمل بمكتب معماري كبير, على قدر جيد من التدين والعقل والجمال والمال، عائلتي كلها وأصدقائي يشيدون بأخلاقي ويقدروني والحمد لله، عمري تسعة وعشرون عاما،
تقدم لي من سبعة أشهر رجل في الثالثة والأربعين من عمره، وسبق له الزواج من امرأة تركية لأنه كان يعمل هناك ودام زواجهم خمسة أعوام ولم ينجبوا، فقبلت به أنا وعائلتي (مع العلم أنه أول ارتباط لي وأول مرة أتعلق بأحد عاطفيا) لما يتحلى به من صفات, الطيبة والعاطفة والصراحة والتلقائية، وهو على قدر كاف من التدين ويخاف الله، وكان يشترط أن يرتبط بامرأة محجبة، وعلى قدر من العلم والتدين, بالإضافة إلى أنه من عائلة طيبة ومحترمة.
أما بالنسبة لعائلتي فنحن جميعا نتحلى بنفس الصفات, والدي رجل أعمال تعرض لعمليات نصب أكثر من مرة, بسبب طيبته المتناهية ولأن الناس والحياة أصبحت صعبة جدا والبقاء أصبح للخبيث والمحتال للأسف.
هذا النصاب كالشيطان منه لله، زور إمضاء أبي على أوراق على بياض وصلات أمانة بمبالغ كبيرة جدا، ورفع على أبي قضايا بالزور, اكتشف أبي بعد ذلك أنه نصاب خطير ومسجل خطر وعليه أحكام نهائية ولكنه هارب, فكانت صدمة لأبي.
كتب كتابي بعد شهرين من الخطبة على أساس أن يكون الزواج والدخول بعده بشهرين أو ثلاثة، ولكي نتصرف بحرية أكثر في تحضير شقة الزوجية وكانت علاقتنا جيدة جدا.
عندما اتفق أهلي معه على الماديات كانوا متفهمين جدا، راعوا أنه أخذ قرضا من شركته لشراء الشقة وأهلي تنازلوا عن المهر و المؤخر, لكي لا يحملوه فوق طاقته، واتفقوا أن تكون الشبكة مع الزواج والدخول، وعندما تتيسر الحالة المادية في المستقبل إن شاء الله يشتري لي سيارة صغيرة بدلا من المهر إن أمكن.
بعد فترة من كتب الكتاب بدأت الأمور تسوء بيني و بينه قليلا، هو تغير يمكن بسبب مشاكل في عمله وضغوط العمال في تجهيز الشقة، ولكني كنت ألتمس له العذر, حتى فاض بي الكيل في يوم وانفعلت معه على الهاتف أكثر من اللازم وارتفع صوتي عليه، بعد ذلك تقابل مع أبي وطرح موضوع الانفصال من قبل الطرفين مع أنه كان يقول إن زواجنا سيكون أبديا إن شاء الله وقال إن سببا من الأسباب الرئيسية أني رفعت صوتي عليه، مع أني اعترفت بعد ذلك أني مخطئة واعتذرت منه ووعدته أن هذا الموقف لن يتكرر مرة أخرى، مع العلم أني كنت باقية على علاقتنا جدا، فكرة الانفصال كانت صدمة بالنسبة لي ولأهلي لأنهم يحبونه ويحترمونه جدا.
أخذ يفكر ثلاثة أشهر ليقرر قرارا نهائيا بدون أن نتقابل أو نتحدث هاتفيا كثيرا خلال هذه المدة، وكان يقول إنه يخشى أن ندخل ونتزوج فتحدث مشكلة بيننا تسبب الطلاق لأنه مر بتجربة غير ناجحة من قبل، وكأن الطلاق سيحدث بيننا لا محالة، وفي نفس الوقت يقول إن تنفيذ الطلاق صعب عليه جدا لأنه يخاف الله ولا يريد أن يظلم وهو لا يَكرهني.
حتى حدث موقف فأخذ قراره النهائي بالانفصال, والدي قد حُبس لمدة أسبوعين في قضية من القضايا التي رفعها عليه النصاب زورا وكان سببا رئيسيا في حبسه المحامي معدوم الضمير الذي ترافع في القضية باستهتار شديد أثناء وجود أبي بالمحكمة حتى تداركنا الخطأ وأفرج عن أبي المظلوم الحمد لله، وقتها أنا كنت مدمرة نفسيا فأخبرني بقراره بالانفصال في الوقت الذي كان مفترضا أن يقف فيه بجانبي، حدث بعدها حوار هاتفي بين والدته ووالدتي فسّر لي أشياء كثيرة, ذكرَت فيه حبس أبي بالرغم من أنهم يعلمون أنه مظلوم، وقالت إنهم عائلة كبيرة مع العلم أننا عائلة كبيرة أيضا ومحترمة، اتضح لي أيضا أن كثيرا من أفكاره وقراراته يستوحيها من والدته للأسف, لأنه طيب وخصوصا قرار الانفصال مع أن علاقتي كانت طيبة جدا مع والدته, حب ومودة وهي كانت تحبني. مضى أسبوع وحتى الآن لم يتم الطلاق لأنه عارِض الشقة التي بذلنا بها مجهودا جبارا للبيع ليسدد القرض لأن عمله شبه متوقف، وليعطينا المبلغ الذي ساهمنا به في الشقة، مع العلم أننا لم نطالب به إلا في حالة الانفصال ولم نكن نبغي أن تصل الأمور بيننا لهذا الحد، فأنا الآن أسأل عن موقفي وموقفه الديني وماذا تنصحونه؟
هل أنا ارتكبت ذنبا مع العلم أنني كنت ضد الانفصال واعتذرت له أكثر من مرة؟ هل واجب علي أن أحاول معه مرة أخرى بصفته زوجي أم أن هذا يتنافى مع كرامتي وكرامة أهلي؟
وهو ما موقفه الديني, هل يتحمل ذنبا؟ هل موقف قضايا أبي يبرر له ولوالدته الانفصال؟ هل هذا يعيبني أنا وأبي وهو مظلوم؟ وإذا قرر الانفصال فمتى يجب أن ينفذ؟ هل من حقه أن يربطني معه حتى تباع الشقة لإعطائنا المبلغ الذي ساهمنا به؟
وأخيرا ما حقوقي الشرعية بالتفصيل إذا تم الطلاق قبل الدخول؟ لأن والدته تقول أني ليس لي أي حقوق لأنه ليس بيننا أي ماديات مكتوبة وبسبب موضوع أبي، مع العلم أن عائلتي قد انتهت من تفصيل وتحضير الأثاث لي وتعتبر خسارة لنا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد تمت إجابتك عن هذا السؤال في الفتوى رقم: (43725) فابحثي عنها في الموقع تحت هذا الرقم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.