2010-05-06 • فتوى رقم 43734
أنا أحمد الله لأنه منّ علي بنعمة الإسلام بزواجي من مسلم بعد أن كنت مشركة، بعد زواج دام اثني عشر عاما كنت أتصفح كتابا وقرأت عن الحياة الجنسية للمرأة وعن هزات الجماع التي تصيب المرأة علما أني لم أشعر بها أبدا، أغواني الشيطان ورحت أمارس تلك العادة المقيتة رغبة بالوصول إلى تلك الهزة وبعدما عرفتها أدمنت عليها، وفي جلسة مصارحة مع زوجي أخبرته بعدم وصولي إلى قمة النشوة، ورغبةً منه بإرضائي وبحدود الدين واللياقة وصلت معه إلى مبتغاي، وبالمقابل زادت لدي الرغبة واستمررت في تلك العادة اللعينة، أفتوني يا أهل الخير، ماذا أفعل كي لا أغضب ربي فأنا في حالة مرضية وأتخبط بين الرغبة والدين، وهل يوجد حل طبي لإدماني؟
وجزاكم الله خيرا، وعذرا للإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، ثم إن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعيها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فودي إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)».، ولا بد من التيقن بعد التوبة النصح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.