2010-05-07 • فتوى رقم 43775
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي شخي الفاضل على الشكل التالي:
نحنا نعيش في كندا ونريد شراء منزل، ونعيش الآن أنا وزوجي في شقة وندفع الإيجار بشكل شهري وبصراحة الإيجار غال جدا كما أنهم يفرضون علينا شروطا أخرى، لذا فإنا نفكر في شراء منزل هنا وذلك بأخذ قرض من البنك ونشتري المنزل من القرض، ثم نسدد هذا المبلغ للبنك على شكل دفعة شهرية مع معدل فائدة تدفع للبنك ولكن هنا المشكلة، أنا قلقة بشأن هذا الموضوع، بعض الناس يقول: هنا رخصة بما أننا مضطرون ونريد السكن وإيجار الشقة غال، وبصراحة لو اشترينا البيت سوف ندفع إيجار الشقة الشهرية تقريبا نفسه، وفي النهاية في المستقبل يبقى المنزل لنا أما الإيجار فسوف ندفع دوما ولن ندّخر طوال حياتنا مع زيادة الإيجار ومع زيادة المصاريف.
أستاذي رجاء أرشدنا أنا وزوجي: هل يُرخص لنا شراء منزل هنا مع العلم أن البنوك الإسلامية شروطُها هنا بصراحة صعبة جدا ولم نقدر عليها ولم نقتنع بها لأنه في حال التأخر عن أي دفعة سوف يرتفع السعر عندهم يعني شروطهم معقدة.
رجاء أستاذي أجبني أرجوك بسرعة لو سمحت.
وشكرا، والسلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها.
فعليكم أن تفتشوا عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفقوا لذلك، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.