2010-05-13 • فتوى رقم 43880
السلام عليكم ورحمة الله
هل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أنت ومالك لأبيك) ينطبق على كل الآباء حتى ولو كانوا عاقين لأبنائهم _ وأقصد بهذا العقوق أني كنت سألت مرة وقالوا لي إنه عقوق للأبناء: عدم السؤال عليهم أو على ذويهم في غياب والدهم، إهانة ابنه أمام أي أحد لأتفه الأسباب، حب الذات وحب التحكم فيما يفعل حتى ولو كان في مجريات حياته الشخصية مع زوجته ومعيشتهم، علما بأن هذا الابن بار جدا بوالده ولا يريد أن يرفض له أي طلب، وسبق وتكفل بهما لأداء مناسك العمرة من كل شيء: أكل وملبس وتنقلات حتى الهدايا.
أريد تفسيرا لذلك، كما أريد أن أعرف قبلها هل هذا عقوق للأبناء أم لا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان هذا عقوقا للأبناء فلا يبرر ذلك للأبناء معاملة الأباء بالمثل، بل على الأبناء الاستمرار في بر والديهم، ولا مانع من نصحهم باللين واللطف والحكمة.
قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان:14-15].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.