2010-05-18 • فتوى رقم 43982
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أتعبتني الوساوس وحديث النفس بعدما كنت مؤمنة موقنة أجد حلاوة الإيمان وأحب كتاب ربي وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشتاق إلى زيارته انقلب كل شيء وصرت أشعر أنني مكتفة أو في سجن وأفكر في العذاب دائما، وأفكر في العلم الغيب وهذا يتعبني وأفكاري كلها تسكن -نعوذ بالله- في الجحيم، ماذا أفعل، وكيف أستشعر إيماني بدون تفكر؟ وهل أعمالي وتقرباتي مقبولة مع كل ما عندي من سوء، لأنه كلما أردت التقرب تقول لي نفسي لن يقبله الله فيضعفني هذا، فكيف أبدل ما في نفسي ليغيره الله عز وجل؟ وكيف أسترجع حبي لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل إن شكوت همي لأحد أقاربي أكون مسؤولة عن ذلك؟ لأني كلما أردت ذلك أشعر أنه مراءاة أو أنني أريد حنانهم أو أن يتكلموا عن حالتي وأيضا هم لن ينفعوني فأشكي إلى الله حالي، ولكني أشعر بضيق في صدري فأسأل: هل أنا من الذين أُخبر عنهم أن لهم معيشة ضنكا إن هم أعرضوا عن ذكره؟ ولكني لم أدع أوامر الله عز وجل، ولكن كل شيء صار مختلفا، فهل هذا الذي أنا فيه كفر، وما العمل؟
بارك الله فيكم وحفظكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا من وساوس الشيطان، فحاولي أن تصرفي ما يأتيك، ولا تخافي من هذه الوساوس أبدا، لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثقي بالله واثبتي ولا تخافي من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
ولا مانع من ذكر ما تشعرين به لغيرك مع الرضا التام بقضاء الله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.