2010-05-22 • فتوى رقم 44004
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا ولله الحمد أتجنب النميمة والغيبة بكل الطرق وأحاول وأجاهد حتى إذا سمعتها من أصدقائي أو في البيت أحاول أن أبتعد أو أقول مثلا: لا ينبغي أن نغتاب الناس، وطبعا من نظرات الناس أشعر أني معقدة أو أريد أن أكتم ما بداخلهم ولكني لا أهتم ولا أبالي، ولكن بصراحة أحيانا يأتي علي وقت لا أستطيع الفرار أو الهروب من هذا الأرق الذي انتشر بين الناس والنساء خاصة، وإذا انسحبت من المجلس يقولون إني غير مهتمة بشؤونهم مثلا وهذا ليس بالقول ولكن أرى ذلك في عيونهم، لدرجة أني أحاول بقدر الإمكان أن أتجنب أصلا أن أكون مع صديقاتي وأجلس بالبيت أريَح لي ومنذ بضعة أيام دعتني صديقتي أن أذهب للجامعة لأراها لأنها وقعت في مشاكل وتريد أن تبوح لي بها، ولأنها كانت في أشد الحاجة فوعدتها أن أنزل لها، واليوم ذهبت بالفعل وجلسنا معا وعرضت علي مشكلتها وقالت هي تريد رأيي فقط هل هي على صواب أم على خطأ، والمشكلة هي أن صديقة لنا أعرفها طبعا تتعرف على شباب بهدف الحب وتترك هذا للتعرف على هذا وهكذا, هذه الصديقة طيبة وأحبها ولكن عيبها في هذا الأمر، وصديقتي التي تحكي لي تنصحها باستمرار مرارا وتكرارا حتى حدث بينهم مشاكل وخلافات وقالت لها أنت معقدة وأشياء من هذا القبيل، وطبعا صديقتي التي تروي تطلب مني العون في نصحها وتشهدني على أفعالها وتأخذ رأيي من حيث صحة فعلها أم لا، وطبعا قلت لها هذا عين العقل واستمري في نصحها وأنت على حق واثبتي ولكن بأسلوب لين وجميل، والله هو الذي يهدى وليس أنت، وأنا عندما يحين الوقت سأتكلم معها وأجلس معها لأننا في فترة امتحانات ومذاكرة والوقت ضيق جدا جدا.
سؤالي هو: هل كل هذا غيبة؟
لأن ضميري يؤنبني كثيرا وأخاف أن أكون وقعت في الغيبة التي أخشاها. أرجوك وضح لي ما هي الأمور التي تكون فيها الغيبة حلالا
وأيضا نورني يا شيخ كيف أتجنب الغيبة دون أن أغضب مني الناس؟
عذرا للإطالة ولكن هذا الأمر أصبح منتشرا جدا
جزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أنك تحسنين الابتعاد عن الغيبة، ونصح الناس بالابتعاد عنها، فاستمري على ذلك بالحكمة واللين جهد الاستطاعة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، واسألي الله الثبات، وأسال الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.