2010-05-23 • فتوى رقم 44043
في البداية أرجوك يا فضيلة الشيخ أن ترأف بي ولا تنشر هذه الفتوى, وأن ترسل الرد إلى بريدي الإلكتروني
وأرجو منك الصبر على قراءة سؤالي لأن مشكلتي كبيرة, وأنا خجلى من ذكر الأمر وطلب المساعدة وقد زاد الأمر سوءا
فمشكلتي هي أعز صديقة لي وأقرب الناس إلى قلبي, فقد كنت في وقت ما أمارس العادة السرية ولم أستطع التوقف عنها, فقد كنت أسيرة لرغباتي الحقيرة والتي لم أجد سبيلا لإرضائها إلا بأعز أصدقائي, فكنت رغم أنني بالفعل لست شاذة أرغب فيها بشدة وأريد أن أنفذ معها ما كنت أنفذه مع نفسي, بالطبع كانت تعارض هذا تماما وترفضه إلا أنني كالشيطان بدأت أحاول التلاعب بها لكي أجعلها تدريجيا تصبح مثلي, فكنت أحاول ملامستها لكي أجعلها أسيرة لرغباتها فتستجيب لي, وبالفعل بدأت تتطور علاقتنا تدريجيا بعد فترة طويلة, فقد أصبحنا الآن نلامس أجساد بعض من تحت الملابس، بالطبع أثناء تلك التطورات كنت في كل مرة ألمسها أشعر بالندم وأحاول الرجوع إلى الله, ولكن هذا يتغير تماما عند وجودي معها, فأنا أندم بعدما أتركها, وأرغب فيها بشدة عندما أكون معها وأصبحت لا أستطيع طلب العفو من الله, فكيف ذلك وأنا أعلم أنني سأرجع إلى المعصية بعد قليل؟
لا أدري ماذا أفعل فقد قرأت الكثير من المقالات على شبكة الإنترنت محاولة إيجاد حل لكنني لم أجد سوى ما يدعو إلى تركها, وأرجوك يا فضيلة الشيخ ألا تطلب مني ذلك لأنني لا أستطيع ترك أحب إنسانة إلى قلبي فأنا لا أستطيع, وهذا أكثر بكثير مما أستطيع تحمله!
ثم إنني أنا التي أفسدتها وجعلتها تقريبا مثلي لكي أحقق رغباتي الشيطانية, فكيف أتركها هكذا لتصبح حقيرة مثلي وتفعل ما يحلو لها؟
أنا أتمنى وجود طريقة تبعدني عن هذه الأفكار الدنيئة عندما أكون معها فنصبح سويين ونظل معا، فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ وقد ضقت بالحياة ذرعا وملأني اليأس من طلب التوبة من الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما تفعلينه مع صديقتك من كبائر الذنوب وعظائمها، فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ومنهم هذه الصديقة وتجنب الخلوة بها، فإن ذلك سبيل ترك هذا المعصية، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، والدعاء بالزواج، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ثم إن وقعت _لا قدر الله_ في معصية فأتبعيها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، وكثرة البكاء ... فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعودي إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)».، ولا بد من التيقن بعد التوبة النصح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.