2010-05-25 • فتوى رقم 44052
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة ولي استفسارات كثيرة
لم أكن أحافظ على الصلوات ولا على صوم رمضان أبدا، وزنيت بعاهرتين في ماخور في مدينتي، بعد تحصلي على الثانوية العامة سافرت إلى ألمانيا لمواصلة الدراسة الجامعية، ولم أكن أصلي إلا أحيانا وكنت أفحش في القول إذ كنت أهتك أعراض كثير من الناس، وشربت الخمرة وزنيت مرتين بامرأة متزوجة كبيرة في السن، ولم أصم رمضانا كاملا إلا السنة الماضية، وكنت أمارس العادة السرية بشراهة فأدت إلى إصابتي بالإعياء الدائم ورغم ذلك لم أقلع عنها، كنت أتوب أحيانا ولكن أعود إلى ارتكاب الذنوب كل مرة، وأُصبت بالاكتئاب وبمرض نفسي ولكن بقيَت الأمور على حالها، كانت هناك فتاة ألمانية أرادت الزواج بي ولكن علمت أني زنيت بامرأة كبيرة في السن (حيث كانت تسكن بجواري) فغيرَت رأيها وعزفت عن الإسلام، لم أستطع إكمال دراستي في ألمانيا وعدت إلى بلدي ولكن عدت إلى العادة السرية وترك الصلاة، لقد سببْت عدة مرات الذات الإلهية وهو من جراء وسواس قهري أصابني، وأنا أحاول مواصلة دراستي هنا ولكن لم أحصل إلى الآن على قبول من أي جامعة، حالتي النفسية منهارة خاصة وأن أهلي من أهل الصلاح والتقوى ولكني على عكس ذلك، تمنيت الموت للعديد من المرات وفكرت في الانتحار ولكن أعلم أنه حرام وأعمالي تغضب الله.
أرجوكم دلوني إلى الصواب وكيفية الإقلاع عن المعاصي بدون رجعة والتكفير عن ما مضى.
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، والابتعاد عن كل امرأة لا تحل لك، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
وإن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإن عدت إلى الله تعالى ورجعت إليه صلح حالك في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.
وعليك أن تقضي ما فاتك بعد البلوغ من صلاة وصوم تحصي ذلك بغلبة ظنك جهد الاستطاعة، ثم تقضيهم على مهلك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.