2010-05-29 • فتوى رقم 44137
أولاً: جزاك الله كل خير علي هذه الجهود.
أنا عمري 20 سنة، أرى زملائي يرتدين الحجاب، ولكنه من وجهه نظري ليس بحجاب بسبب وضع الكثير من المكياج الملفت، والزينة، واللبس الضيق...
فهل يتساوى هذا بغير المحجبة، أم أنه يحقق ما ذكر في القران "يضربن بخمرهن علي جيوبهن"؟
ثانياً: أنا غير متحجبة، حاولت ارتداء الحجاب أكثر من مرة، ولكني أشعر بفرق رهيب عندما أحاول ارتدائه، فنصحني كثير بوضع القليل من المكياج الغير ملفت للنظر، بمعني تحسين قليل حتي لا أشعر بهذا الفرق.
فهل يصح الحجاب مع وجود القليل من المكياج الغير ملفت للنظر بهدف تحسين المظهر، بمعني كريم أو قليل من بودرة الوجه أو كحل مثلاً أو مرطب للشفاه، خاصة أني في مجتمع معظمه يرتدي كما ذكرت من قبل، فأشعر بتغير رهيب وسط زملائي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن شروط الحجاب أن يكون ساتراً لكل العورة، وأن يكون الساتر سميكاً لا يشف وعريضاً لا يصف، وأن يكون ذا لونٍ كامدٍ لا يلفت النظر إليها، وأن لا يكون عليه زينةٌ أو زركشةٌ، وأن لا تقصد به التزين بل التستر، وأفضل ما أراه في ذلك هو ما يسمى بالجلباب.
ثم إن وضع المرأة للمكياج لا مانع منه، إذا لم يكن فيه ضرر صحي، وكان من مواد طاهرة، ولكن لا يجوز للمرأة التي وضعته أن تكشف وجهها في الشارع ولا أمام الرجال الأجانب عنها في أي مكان كان؛ لأنه زينة، وقد أمر الله تعالى المرأة بستر الزينة عن الرجال الأجانب، فقال سبحانه: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور:31]، فعليها غسل المكياج قبل الخروج للشارع، أو ستر الوجه بالنقاب، أو إن أصرت على وضع الكحل فقط لها وضع النظارات الغامقة لتغطيته، إذ أن وجوب الحجاب على المرأة هو من أجل منع الرجال من الافتتان بها.
ثم إن الحجاب يجب على الفتاة بمجرد بلوغها بالحيض أو بالسن، ويحرم عليها تأخيره، وعلى من تأخرت في لبس الحجاب عن وقت بلوغها أن تسارع في لبسه مع الندم والتوبة وكثرة الاستغفار، علماً أن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.