2010-05-30 • فتوى رقم 44158
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرت وساوس بي جعلتني أفقد تعظيمي لربي.
فكيف أسترجع هذا التعظيم في قلبي؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمما يعين على تعظيم الله استشعار العبد أنه عبد لله تعالى، والعبد كلما تقرب إلى ربه بأنواع العبادات وأصناف القرُبات عظُم في قلبه أمر الله؛ فتراه مسارعاً لفعل الطاعات مبتعداً عن المعاصي والسيئات.
وكذا التدبر للقرآن الكريم وما فيه من حِكم وأحكام، والنظر فيما فيه من الدروس والعبر. وأن نتدبر في الآيات التي تتحدث عن خلق الله وبديع صنعه، والآيات التي تتحدث عن عقوبته وشديد بطشه، وآيات الوعد والوعيد، فإن تدبر القرآن يؤثر في القلب ولا شك، ويُذكي فيه عظمة الخالق والخوف منه.
وكذا التفكر في خلق السماوات والأرض؛ فإن الناظر فيها ليدهش من بديع صنعها وعظيم خلقها واتساعها؛ ومع هذا فهو لا يرى فيها شقوقاً ولا فطوراً، ولهذا أثنى الله على عباده الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض؛ قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} [آل عمران:190-191].
ثم بالنظر في حال من غبر من الأمم؛ فلقد عاش على هذه الأرض أقوام وشعوب أعطاهم الله بسطة في الجسم وقوة في البدن لم يعطها أمة من الأمم، ولكنها كفرت بأنعم الله وكذبت بالرسل؛ فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ودمرهم تدميراً؛.
وبالدعاء لله تعالى بحضور قلب؛ فإن الله لا يخيب من رجاه، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة:186].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.