2010-05-31 • فتوى رقم 44169
السلام عليكم
سيدي فضيلة الشيخ الدكتور: أصيبت زوجتي بمرض السرطان المتقدّم، عافاكم الله، هذا بعد أن وردت عليها علامات قبل استفحاله لم نكن نعلم أنها علامات سرطانية، إذ تمثلت في إفرازات مهبلية بدون دم، مما جعلها تهملها بدون العودة للطبيب الذي أعطاها دواء لتوقيف الإفرازات دون فائدة، فطالت معها هذه الإفرازات إلى أن أصبحت سرطاناً بالرحم المتقدم.
ولهذا وبعد الحالة التي أصبحت عليها الآن فإني عادة ما ألومها بيني وبين نفسي دون مواجهتها باللوم خوفاً على معنوياتها طبعاً، كما أشعر بالندم وألم الضمير وتوبيخه أيضاً لأني لم أتيقن إلى هذه الإفرازات وخطورتها جهلاً مني بمثل هذه العوارض النسائية، ولقد زاد ألمي كلما تذكرت إهمالنا لذلك لأجادل نفسي دائماً بادئاً بجمل شرطية:
لو تيقنت لذلك لما كان ما كان... لو... لو... فزاد عذابي وألمي وشعوري بتحملي المسؤولية للحالة التي أصبحت عليها، لأني سأخسر من أحب.
وهنا يأتي السؤال: هل إني فعلاً متسبب في ذلك، أم هي المتسببة، وهل هو القضاء والقدر إذ لا دخل لنا في ذلك، بل الخالق جل شأنه هو الذي أراد ما أراد؟ وهل هناك قرائن من السنة أو القرآن تثبت ذلك؟
أشكرك فضيلة الدكتور، ولكم العافية.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما عليكما الآن إلا الالتجاء الله تعالى بالدعاء، مع المعالجة الطبية لدى المختصين.
ولتصرف عنك ما يأتيك من أفكار، فقد أخرج مسلم عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.