2006-04-03 • فتوى رقم 4420
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أشكر الله أولا ثم أحمد الله على هذه العين من أبواب الهداية، وأسأل الله أن يوفقكم إلى كل الرشاد ورضاه، ثم أما بعد:
أنا رجل كبير حوالي 45 سنة، أعمل في وظيفة مرموقة، وأنأ مع نفسي كلما وجدت هناك مشكلة في أمورى خاصة مع الله راجعت نفسي ونظرت في أعمالى ثم عزيت الأمر إلى ذنبي وتقصيري بحثا عن تصفية نفسي مع ربى، ثم أحاول أن أصلح... واليوم لي مشكلة لا أدرى لها حلا:
أتذكر أيام كنت في المدرسة، وبالتحديد في الثانوية العامة، كان الشائع في المدرسة مرض الطلبة الشهير: الغش في الامتحانات (أسال الله أن يشفى أولاد المسلمين منه)، وكان على سبيل التهريج أو الشطارة أو أى شيء يحسب غير أن يكون المقصود هو التعدي على الله، ولا أنكر أنه كان هناك من يذكرنا ولكن فقط كما ذكرت يؤخذ الأمر على سبيل الهرج أو.. أو..، وكان الغش في الامتحان في كل المدرسة حتى أن نتيجة المدرسة كانت 100% في الثانوية العامة، حتى إنا فيما بعد( جهلا ) كنت أوصى أرحامنا أهل التعليم بالتخفيف على الطلبة أثناء المراقبة ظنا منى أن ذلك خير وليس أيضا المقصود هو التعدي على الله، ثم بعد أن من الله على في أوائل الدراسة الجامعية عقلت هذا الأمر فحرمته على نفسي بشكل غير عادى إلى أن تخرجت جامعيا، ثم حصلت على شهادة عليا ((وأرجو الله أن تكون الشهادتين من جهدي))، وأنأ على بغض هذا الغش وصرت ضده بشكل غير عادى مع تلاميذي ما بين توجيه ووعظ وتشديد غير عادى، حتى أولادى يعودون محطمين من الامتحانات لما يكون من الغش في المدارس وهم بحمد الله قد منعوا أنفسهم من ذلك، ويعلم الله أنه لا يهمنى مرتبة نجاح أيهم، وإنما أن يكون ذلك من جهده، ويتكرر هذا كل عام وأنأ أصبرهم حتى تكون لقمة عيشهم من حلال بجهدهم، ولا يهمنى أن يكون احدهم طبيبا أو غير ذلك، إنما من حلال، والرزق ليس في يد المهنة وإنما في يد الله، واليوم همي وخوفي أنى أشعر أن عيشي من حرام وتكون طعمتي حراما، كثيرا ما سالت في هذا الأمر لكن قلبي يلتهب لا أرى إلا هذا الهم، أحاول أن أتقى الله في أمورى إلا أن هذه مشكلتي ما غصبته من العلم ثم بنيت عليه، كثيرا ما فكرت في تغيير عملي إلى أي شيء، لكن أحوالى المالية لا أرى أنها تسعفني، وذلك لما في رقبتي من مسؤولية، واليوم مسؤليتى في عملي كبيرة وتصل إلى الأرواح، وأحمد الله سمعتي في عملي جيدة وأحاول مراقبة الله في أعمالي، أيضا هناك من أقوم بتدريبهم على العمل، لكن المشكلة ما ذكرت، وأشعر بعدم وجود حل لأمرى، ساعدني أرجوك، أوقفنى على أرض صلبة لا يتلاعب بى الشيطان، ولا أريد أن أسأل بعد عن حل لهذا الأمر، هل أبحث عن غير عملي، وإن كان فبأى مؤهل؟ هل أجري على عملي جائز؟
جزآكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغش بكل أنواعه حرام مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فعليك التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على فعلك السابق، ثم التخلي عن الاستفادة من الشهادة أو النجاح الذي حصلت عليه بالغش إذا كنت متأكدا أن الغش هو الذي أوصلك إلى هذه الشهادة، وبدونه ما كنت تنالها، ، لأنه ليس من حقك، ولك -إذا أردت- أن تبدأ الدراسة والامتحانات من أولها، فإذا نجحت من غير غش فقد استحققت الشهادة الآن، أما إذا كنت تظن أن الغش ليس هو الذي اوصلك إلى هذه الشهادة فلك الابفاء عليها مع الاستغفار.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.